جهود إنسانية متكاملة لمواجهة تداعيات الحرائق في ريف اللاذقية الشمالي

الوحدة- نجود سقور
شهد ريف اللاذقية الشمالي اندلاع حرائق كارثية استمرت لأكثر من 12 يوماً، مخلفة خسائر فادحة في الثروة الحراجية والزراعية، وطالت البشر والبنى التحتية، حيث دمرت حوالي 15 ألف هكتار. استدعت هذه الحرائق حالة الطوارئ واستنفاراً للجهود المحلية والعربية، وبرزت في ظل هذا الواقع الحاجة الماسة إلى تسليط الضوء على آليات الاستجابة وخطط التدخل الإنساني التي اعتمدتها الجهات المعنية، وفي مقدمتها مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل، إضافة إلى مساهمة الجمعيات والفرق التطوعية.

الشؤون الاجتماعية والعمل والجمعيات تضافرت لتقديم الدعم للمتضررين وتأهيل المناطق المنكوبة، حيث أبدت استجابة سريعة وبذلت جهوداً ميدانية، فقد سارعت المديرية منذ اللحظات الأولى إلى مواقع الحريق لتقديم المساعدات المتنوعة والمستمرة، وأكد سائر غياث قزلو المسؤول الإعلامي في مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل باللاذقية، أنه تم تشكيل غرفة طوارئ خاصة لمتابعة أوضاع المتضررين والنازحين جراء الحريق، بهدف تقديم كل أشكال الدعم العاجل لهم، كما تم توجيه جميع الجمعيات الإنسانية والمنظمات الدولية والمحلية والفرق التطوعية إلى المواقع المتضررة، بالتنسيق مع الجهات الرسمية والدفاع المدني، لتقديم الدعم اللوجستي والإنساني، وتنظيم عمليات الإخلاء، وتوفير نقاط إيواء مؤقتة وتقديم المساعدة في تجهيزها، والتدخل النفسي الأولي، لا سيما للأطفال وكبار السن، وقد عملت المديرية على تأمين وتوزيع سلال غذائية ومياه شرب للعائلات المتضررة.

وأشاد قزلو بالدور الفاعل للجمعيات والفرق التطوعية، التي أثبتت حضوراً ميدانياً فعالاً، ونوه بالجهود المتكاملة التي قامت بها، حيث ساهمت في تغطية احتياجات العائلات المنكوبة، ونفذت حملات توزيع مواد إغاثية، وشاركت في توثيق الأضرار وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي.

وأشار المسؤول الإعلامي في المديرية إلى أن العمل الميداني لتلك الجمعيات لم يخلُ من تحديات، أبرزها صعوبة الوصول إلى المناطق المحاصرة بالنيران، ومحدودية الموارد والكوادر مقارنة بارتفاع عدد العائلات المتضررة، والحاجة إلى تنسيق أكبر بين الجهات العاملة لضمان عدم تكرار أو تداخل الخدمات.

وفي سياق الخطط المستقبلية واستدامة الاستجابة، لفت قزلو إلى أنه بالتوازي مع جهود الاستجابة الفورية، وبالتعاون مع الشركاء المحليين، عملت المديرية على وضع خطة دعم متكاملة وطويلة الأمد لإعادة تأهيل المناطق المتضررة اجتماعياً واقتصادياً، تشمل هذه الخطة سلسلة من برامج الدعم النفسي والاجتماعي، خاصة للأطفال، من خلال برامج مجتمعية متخصصة. كما تتضمن تأمين سبل العيش عبر دعم مشاريع صغيرة ومساعدات مالية للعائلات الأشد فقراً، بالإضافة إلى تعزيز قدرة الجمعيات من خلال تدريبها على إدارة الكوارث وتنظيم العمل الميداني.

وفي الختام، أكد قزلو على أهمية الاستعداد المسبق ووضع خطط دائمة للتدخل السريع في مثل هذه الحالات، مبيناً أن هذه الاستجابة شكلت نموذجاً للتكامل بين الجهود الحكومية والمجتمع المدني في مواجهة الأزمات.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار