جرعات زائدة من مكملات الكركم.. خطر صامت على الكبد!

الوحدة – سها أحمد علي

أوردت صحيفة نيويورك بوست الأمريكية، قصة سيدة أمريكية من نيوجيرسي؛ كاتي موهان، التي بدأت بتناول مكمل الكركم الغذائي يومياً سعياً لتخفيف آلام مفاصلها؛ إلا أن ذلك كاد يُدمر كبدها، بعد حملات ترويج لمزاياه المضادة للالتهاب على وسائل التواصل الاجتماعي.

لكن بعد أسابيع، عانت موهان من غثيان وإرهاق شديدين، ولاحظت تحول لون بولها إلى الداكن رغم شربها الماء بانتظام. لم تدرك أن الكركم هو المتهم حتى شاهدت تقريراً يحذر من تزايد إصابات تلف الكبد بسبب المكملات العشبية.

كشفت فحوصات في مركز رعاية عاجلة عن ارتفاع صادم في إنزيمات كبدها، تجاوز المعدل الطبيعي بـ 60 مرة. وعند نقلها إلى مركز لانجون الطبي بنيويورك، أصيب الأطباء بالذهول من حجم الدمار الذي أحدثه المكمل في كبدها. ووصف الدكتور نيكولاوس بيرسوبولوس، اختصاصي أمراض الكبد، حالتها بأنها خطيرة جداً، مشيراً إلى أنها كانت على بعد خطوة واحدة من فشل كبدي كامل يستدعي زراعة كبد. لحسن الحظ، تعافى كبدها بعد ستة أيام من العلاج الوريدي المكثف والمراقبة المستمرة داخل المستشفى.

ورغم احتواء الكركم على مركب الكركمين المفيد صحياً، والمعترف بفوائده في علاج التهاب القولون التقرحي وتقليل أمراض القلب، إلا أن مخاطره تتجلى عند تناوله كمكمل غير منظم. فمكملات الكركم ليست معتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، ولا توجد إرشادات رسمية تحدد الجرعات الآمنة بدقة. وتكشف دراسة حديثة في مجلة طبية “JAMA Network Open” أن الكركم يُعد من أكثر المكونات العشبية ارتباطاً بالتهاب الكبد السام في الولايات المتحدة، بينما أشارت دراسة في مجلة “Hepatology” إلى أن 20% من حالات سمية الكبد مرتبطة بالمكملات العشبية والغذائية.

يكمن الخطر في جرعات المكملات العالية، التي تصل غالباً إلى 2000 ملغم فأكثر، مقارنة بالكميات الآمنة المستخدمة في الطهي. وتتفاقم المشكلة بإضافة مادة البيبيرين “Piperine” (المستخلصة من الفلفل الأسود) إلى كثير من هذه المكملات لتعزيز امتصاص الكركم، حيث يمكن لـ 20 ملغم فقط من البيبيرين أن تزيد امتصاص الكركم 20 ضعفاً، ما يرفع خطر تلف الكبد بشكل كبير. وعلى الرغم من أن منظمة الصحة العالمية حددت جرعة يومية مقبولة تصل إلى 3 ملغم لكل كيلوغرام من وزن الجسم، إلا أن غياب الرقابة الصارمة يظل مصدر قلق كبير.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار