لمي معروف
الدماغ هو المسؤول الأول عن حياتنا، ومن الطبيعي أن يستهلك من 15 % إلى 20 % من الطاقة التي نختزنها مع تفضيل واضح للغلوكوز (( محركه الأساسي )) الحديد يؤمن الأكسجين، ومع إنه لا يحتل إلا 2% من كامل الوزن إلا أن الدماغ هو المنسق الرئيس لحياتنا اليومية فهو يملي علينا أفعالنا ويترجم الإشارات التي تصله من خلال حواسنا إنه مركز الذكاء والفكر، وهو في نشاط دائم لأنه ليس فقط مركز حياتنا اليقينية وإنما أيضاً حياتنا الباطنية التي تشغله ليلاً ونهاراً، كما تثبت لنا أحلامنا من هنا فهو يستخدم كمية مهمة من الأكسجين الذي نتنفسه أي نحو 25% من خلال تثبيت الأكسجين في الكريات الحمر، يؤمن الحديد أكسجة كامل جسمنا، ولإتمام وظائفه كاملة دماغنا بحاجة إلى الحديد حيث نجده بشكل خاص في المواد الغذائية الحيوانية، وخاصة لحم العجل الذي يشكل المادة الأساسية في غذاء الأطفال والبالغين.
الحوامض الدهنية ونمو الدماغ:
لكي يتمكن الدماغ البشري من التكون، بشكل صحيح فإنه بحاجة إلى المواد الدهنية وتحديداً الحوامض الدهنية، تؤمنها لنا حميتنا الغذائية لأن جسم الإنسان لا يعرف كيف يصنعها أو لأنه يصنعها ولكن بكميات قليلة جداً لا تكفي احتياجاتنا اليومية، لذلك علينا تأمين الحوامض الدهنية الأساسية من خلال عدد من المواد الغذائية، ومنها زيت دوار الشمس وزيت الصويا وزيت الجوز ومختلف أنواع الزيوت، إضافة إلى الأسماك الدهنية وحليب الأم والحليب المجفف المخصص للأطفال، من هنا تكمن أهمية تناول الطعام بتوازن خاصة عند المرأة الحامل، إن الحوامض الدهنية تسمح للدماغ بالنمو حتى عمر المراهقة، ولعل أهمية التركيز في استهلاكها هي عند الطفل حتى عمر 3 سنوات، حيث تعد هذه الفترة الأهم في تطور الدماغ.
الغلوكوز محرك الدماغ:
إن المحرك الرئيس للدماغ بلا منازع هو الغلوكوز، فالخلايا تحتاج إلى ما معدله قطعة من السكر في الساعة، وإذا لم تحصل على كمية كافية فإن هذا النقص يسبب خللاً في التعلم والذاكرة، خاصة عند الأطفال الذين يحتاجون إلى كميات أكبر وأهم من البالغين، لأن أجسامهم تحتوي على مخزون قليل من السكر، وحتى يأخذ الدماغ حصة منتظمة من الغلوكوز على مدار النهار.
ولكن من المؤسف أن بعض البالغين يعمدون في بعض الأحيان إلى استثنائه من وجباتهم بحجة أنه غني بالسكر ويسبب زيادة في الوزن، إلا أن تناوله باعتدال وبكميات قليلة يؤمن للجسم ما يحتاج إليه.
ولكي يستطيع الجسم حرق هذه السكريات فإنه يحتاج إلى فيتامينات من فئة ( B ) التي يؤمنها الكبد، وحبوب القمح، ومشتقات الحليب.. فهذه الفيتامينات حليف ضروري للدماغ ليكون له نشاط فكري صحيح وقدرة على التركيز.
الحفاظ على الذاكرة:
بدءاً من عمر الأربعين نفقد كل يوم عدداً من الخلايا العصبية ومركزها الدماغ والتي لا تستبدل، ومع ذلك فإن نسبة 70% من هذه الخلايا تبقى في الدماغ حتى عمر الثمانين إذا تمت تغذيتها بشكل صحيح، وباستطاعتها، حسب الأطباء، السماح لنا بالعيش حتى ذلك العمر المتقدم بكامل وعينا.
إذاً من الضروري جداً الاهتمام بنوعية الغذاء الذي نتناوله عن طريق احتوائه الحوامض الأساسية، ولكن أيضاً المواد المقاومة للتأكسد ومنها الفيتامين E الذي نجده في الزيت النباتي والزيتون والمأكولات البحرية..
وجميع هذه المواد تحمي الخلايا العصبية وتطيل من عمرها ما يؤدي إلى المحافظة على الذاكرة سليمة.