العدد: 9406
الأحد-18-8-2019
محاولة لرفــــع الماء بنصـــــف الكأس أم لإبقاء آثــــــــار مــــــــــــاء؟
عيون تترقب، وقلوب تتابع انتصارات الجيش العربي السوري على بعد عدة كيلو مترات من شاطئ البسيط لينعم رواد الشاطئ من أهالي المنطقة والوافدين الزوار إلى مهرجان السياحة العمالية الأول (بسيط 2019) في دور الراحة والاستجمام العمالية في اللاذقية – رأس البسيط الذي أقيم بين (15-16/8) بالتعاون بين الاتحاد العام لنقابات العمال ووزارة السياحة ومحافظة اللاذقية، بالاصطياف والاستجمام وعودة نبض الحياة للمنطقة مع فعاليات مهرجان بنشاطات متنوعة، هل هذا ما يحتاجه العامل في ظل ظروف اقتصادية خانقة مع ما يتم تداوله من أصحاب بعض المحال التجارية بالموقع بأن عائلات العمال التي تحجز في شاليهات العمال تصطحب معها مؤونة الرحلة والإقامة، وبعضها لا يعرف طريق مطعم العمال بالموقع، لكنها تستمتع بالسباحة في استراحة لأيام بما أن الطبقة العاملة في ظل النشاط والعمل الدؤوب لنقابات العمال قد حصلت على حقوقهم بعد أن قامت بواجبها، ولا يوجد مشاكل أو قضايا ومعاناة يتم تدويرها عاماً بعد آخر في كل مؤتمر أو اجتماعات دورية، فمن حقها أن ترصد الملايين لإقامة (مهرجان السياحة العمالية الأول)؟ نصف الكأس الملآن انخفض إلى أقل من ربعه أو بقايا آثار ماء.
الفرق بين الهاوي والمحترف … هو التفاصيل
أمام مدير المهرجان السيد علي حمدان وهو مدير فرقة (جلنار) السورية للرقص الشعبي، تزاحمت الأسئلة في رأسي حول عنوان المهرجان، وتوقيته، وهدفه، وانعكاسه على الطبقة العاملة، ومن سيستطيع متابعته أو الحضور في ظل ظروف اقتصادية خانقة لذوي الدخل المحدود (العمال) وتكاليف هكذا مهرجان بالملايين مع استضافة الوفود حمدان رأى نصف الكأس الملآن ليقول: هذا المكان ملكيته تعود لاتحاد نقابات العمال، والوحيد الذي يمتلك المقومات السياحية والخدمية للعمال، والعمال مثلهم مثل الجيش العربي بالأزمة السوري، صمدوا وناضلوا وكانوا المسؤولين عن دوران عجلة الاقتصاد في سورية، لذلك المفروض أن نلتفت إليهم بعد ما بدأت بوادر الانتصار للجيش العربي السوري وعودة الأمان لمناطق أستعادها ونحن بحاجة أن نقدم لهم خدمة، خاصة وأنهم من ذوي الدخل المحدود وما نقدمه في دور الراحة العمالية يقع تحت بند الخدمة، وليس الاستثمار السياحي بمقارنته بمواقع سياحية تكاليف الإقامة فيها مرهقة لشريحة العمال وتعتبره الأزمة تحول إلى مركز إيواء للمهجرين خاصة من حلب مع انتصارات الجيش العربي السوري عاد المهجرون إلى مناطقهم لكن تضررت المنشأة خلال وجودهم فيها، مع تراجع بالخدمة المقدمة للعائلات، بدأ التفكير من قبل الاتحاد لتحسين واقع وعمل المنشأة لخدمة العمال والسياحة، مع تنشيط السياحة خدمة لأهالي منطقة البسيط، وانعكاسها بانتعاش اقتصادي لهم.
بالعودة لنشاطات المهرجان، قال حمدان منها: معرض منتوجات المرأة العاملة، مشغولات يدوية من محافظات عدة افتتاح مخبز دور الراحة العمالية، رفع العلم السوري على سارية في ساحة البسيط بعد توسيعها، مسابقات الألعاب الرياضية (كاراتيه، كرة شاطئية، سباحة، بيغ بونغ) مع تكريم الرياضيين من أبناء العمال ممن حصلوا على جوائز عالمية، وحفل فني ساهر وتم اختيار المطربين من أبناء المنطقة (كنانة وبرهان وفهد القصير) وعرض لفرقة جلنار السورية الشعبية.
مع الإشارة إلى صعوبة التحضير ووجود فئات تشارك بالتحضير والتنفيذ لتزامن انطلاق المهرجان مع فترة العيد لانشغالهم واستدرك: لكنني تفاجأت بردّة الفعل الإيجابية من الحضور بأننا عملنا باحترام واحتراف للاهتمام بالتفاصيل من حيث التنظيم، ولفت إلى التعاون والدعم من محافظة اللاذقية بتسيير باصات النقل الداخلي بين المدينة وموقع المهرجان ذهاباً وإياباً. جاء المهرجان كمبادرة لتكريم العمال وعائلاتهم وزرع الفرحة بعودة نبض الحياة إلى الموقع بالتعاون والدعم والتنسيق بين الاتحاد العام للعمال ووزارة السياحة ومحافظة اللاذقية لإنجاح المهرجان.
جولة في معرض منتجات المرأة العاملة
جناح طرطوس: المهندسة إميلين عباس بدائرة تنمية المرأة الريفية وعضو بلجنة المرأة العاملة، مشاركة متنوعة بأعمال يدوية (خيزران، خرز مع نحاس، اكسسوار، خيطان الكليم، كروشيه ، لوحات خشب) ومواد غذائية مشهورة في طرطوس السوركة وزبدة بلدية، سماق، ومواد أخرى، وتقطير نباتات طبية وعطرية وإعادة تدوير لحاء الخشب مع سيراميك، زجاجيات، وعلب معدنية من عمل الدائرة، تأهيل وتدريب وتمكين المرأة وفق خطة عمل مدروسة وفق الاحتياج لخلق نواة لمشروع اقتصادي ترفد من خلاله الأسرة، ومن جهة أخرى تحسين مستواها ودعم اقتصاد وطني، ولفتت إلى أن المهرجان فرصة للتعريف بعملهم وتسويقه بعد تحقيق الثقة بجودة المنتجات الطبيعية لتثبت المرأة السورية نجاحها وقدرتها على التأقلم مع أصعب الظروف لمساعدة العائلة بغياب الأب أو الأخ أو الزوج بظل ظروف الحرب وارتدادات الأزمة الاقتصادية.
جناح حلب: ليلى حميدي، عضو مكتب تنفيذي في اتحاد عمال حلب، رئيسة لجنة المرأة العاملة، شارك بالمعرض مدربات وأعضاء من لجنة المرأة العاملة، بجناح حلب الذي ضم جناح (مدّ عربي) لإحياء تراث صناعة البسط والخيزران والصناديق التراثية مطعمة بالمخمل أو النحاس، مع خصوصية حلب بشغل الأبرة على القماش بألوان للتزيين تعكس البيئة بين الريف والمدينة مع التركيز على إقامة دورات للمرأة العاملة لتمكينها وتنمية مواهبها.
جناح حمص: لجنة المرأة العاملة في اتحاد عمال حمص اختارت المشاركة بمنحوتات على الحجر تمثل رموز تدمر، وأعمال الخيش والكليم وإعادة تدوير المواد لتظهر بلوحات تشكيلية من مواد مدورة (بذور تمر، زيتون، توالف خشبية ومعالجتها وحضور الفنان الرسام علي محمد الذي رسم بالهواء الطلق مع عرض لوحات له وأشارت إحدى العارضات إلى أهمية المعارض باكتساب الخبرة ومتابعة الجديد من خلال تبادل الخبرات مع إضافة أفكار جديدة إبداعية وابتكار لتطوير العمل، منها تطوير صناعة الصابون من الشكل التقليدي بإضافات والشمع أيضاً، وأسلوب تدوير المواد الموجودة بالطبيعة أو الصناعية مع خصوصية كل محافظة وتميزها.
وداد إبراهيم