العـــــدد 9405
8 آب 2019
تخفيضات (ع العيد)، هكذا كتب على لوحة مزركشة في أعلى الواجهة، ولا تعني زركشتها أن المكتوب صحيح، فأسفل هذه اللوحة توضعت نفس القطعة التي أراها يومياً في مسيرتي للعمل وكان سعرها أقل بالنصف تماماً، هو مجرد نفاق سعري يتبعه التجار ويعلمه المستهلك المجبر على الشراء، لا ضوابط عندهم سوى الربح ولا قناعة سوى الطمع.
قد يغدق عليك التاجر أغلظ الإيمان بأن ربحه بسيط وإن الدولار يتأرجح ويا ليته يستطيع (مراعاتك) أكثر ولكن النهاية واحدة، يربح بشراسة هو وتغبن بشدة أنت والرقابة في خبر كان، وعلى سيرة الرقابة (من باب الفضول يعني) ما أخبار التموين وحماية المستهلك، هل سمع أحدكم وعودهم المعسولة بتنظيم حملات وضبط الأسعار أم أنهم عرفوا أننا كمستهلكين مللنا وعودهم فصمتوا، هل يتحضرون هذا العيد لمفاجئتنا مثلاً بضبط فعلي للأسواق وقمع المخالفات الفلكية الأسعار، أتراهم يخططون بصدق لنصرة المواطن المستهلك (المنتوف) وينظمون فعلا أمورهم لذلك، هل قاموا بجولاتهم المكوكية قبل العيد بأيام ليروا حجم التحليق الجنوني (للتسعيرات) ونبهوا المحلات والوكالات بضرورة الالتزام وكانوا صارمين بمخالفاتهم ليفرح أطفالنا بعيدهم، وتلك الدعايات الفضفاضة بالتخفيضات قد تكون نتيجة فعلية لحمايتهم للمستهلك كما يشير اسمهم، وذاك التاجر الذي كان يشتم ويلعن لأنه دفع (المعلوم) لبعض المراقبين لن يتمكن في هذه الفترة من تكرارها ولن يقبل المراقب بذلك أبدا (مستحيل)، لعله سيكون عيداً حقيقياً وسيشعر المستهلك بعدم انفلات الأسعار وجدية الرقابة وقوة العقوبة لكل تاجر تسول له نفسه الجشعة عدم الالتزام، وفجأة أيها المواطن… (بتجي فايق).
كنان وقاف