زيادة الرواتب وتحسين الأوضاع المعيشية في مقدمة أولوياتنا جداري: ما زلنا بانتـظار تنفـــيذ وعــــــد الحكومـــــة لـتثبيت 14 ألف عــامل
العـــــدد 9405
الخميس 8 آب 2019
أكد عامر جداري رئيس اتحاد عمال طرطوس بأن الطبقة العاملة كانت ولا تزال الرديف الأساسي لقواتنا المسلحة في تصديها للحرب الإرهابية الكونية التي تشن على بلدنا الحبيب.
وقال جداري بأن هذا الدور الذي قامت به طبقتنا العاملة انطلاقاً من تلبية لنداء الواجب الوطني، وتنفيذ توصيات ومقررات القيادة النقابية، لعب دوراً مهماً في صنع النصر الذي بتنا في ربع الساعة الأخير من المعركة التي تسبق الإعلان عنه، لافتاً إلى أن هذا الدور لم يقتصر على التشبث بالآلة، وحراسة المعامل، والاستمرار في زيادة الإنتاج من أجل تأمين احتياجات السوق المحلية، ودعم اقتصادنا الوطني في ظل ظروف الحرب القاسية، وظروف الحصار الظالم الذي فرضته قوى الشر على وطننا، بل امتدّ إلى الانخراط في صفوف الجيش العربي السوري والقوى الرديفة لتلبية نداء الواجب الوطني، حيث قدمت الطبقة العاملة والحديث على مستوى محافظة طرطوس الآلاف من الشهداء والجرحى فداء للوطن في معركة التصدي للإرهاب وداعميه.
دور وطني بامتياز
واستذكر رئيس الاتحاد وفي سياق حديثه عن الدور الوطني لطبقتنا العاملة ما قام به عمال مصفاة بانياس التي تشكل شرياناً مهماً على صعيد تأمين المشتقات النفطية للسوق المحلية، ولاسيما في ظل ظروف الحصار الذي فرض على عمال المصفاة العمل وفق المتاح من كميات النفط بما يتطلبه ذلك من توقف وإعادة تشغيل وفقاً لتوفر المادة الخام، وما يستدعيه ذلك من تشغيل وتوقف، يترك تأثيره على المحركات، ويتطلب إجراء صيانة للمحركات وعمرة لها، وهو ما قام به عمال المصفاة ذاتهم، موفرين بذلك مئات الملايين من الليرات السورية على الدولة، ليثبتوا بذلك أنهم المكملون لدور الجندي العربي السوري في الدفاع عن الوطن، وتأمين متطلبات صموده اقتصادياً، كما متطلبات صموده الميداني، مؤكداً أن هذا الدور تكرر في الكثير من مواقعنا الإنتاجية مثل معمل إسمنت الرستن، وشركة تعبئة المياه في الفيجة وبقين الذين استمروا في العمل، ومتابعة مواقع عملهم في أحلك الظروف التي مرت على الوطن، وأن الميدان أيضاً عرف تضحيات عمالنا في مختلف المواقع ومنها على سبيل المثال التفجير الإرهابي في أرزونة والذي كان معظم شهدائه من عمال شركة مرفأ طرطوس، ومشاركة عمالنا في معارك الشرف على امتداد خارطة الوطن، والتي وقف العمال فيها إلى جانب جنود جيشنا العربي السوري مثبتين أنهم على قدر تحمل المسؤولية الوطنية بالتكامل والتلاحم مع أبطالنا في مواقع الشرف والصمود، ليساهموا في صناعة النصر الذي أضحى قاب قوسين أو أدنى من الإنجاز، لتبدأ معركة أخرى سيكون للعمال اليد الطولى في إنجازها وهي معركة إعادة الإعمار والتي ستكون طبقتنا العاملة الركن الأساسي لخوض استحقاقاتها في مختلف مواقع العمل والإنتاج.
القطاع العام والخبرة
وأشار جداري إلى أن القطاع العام كان ولا يزال الركن الأساسي لاقتصادنا الوطني، مبيناً أن هذا القطاع كان من أهم مقومات صمودنا الاقتصادي في مرحلة الحرب، وأنه سيكون من أهم القطاعات التي سيتعمد عليها في مسيرة إعادة الإعمار إلى جانب باقي قطاعات اقتصادنا الوطني، مشيراً إلى أن شركات قطاعنا العام الإنشائي استمرت في العمل في مختلف الظروف، وفي الكثير من المشاريع المنتشرة في مختلف المحافظات السورية، مشيراً في هذا الجانب إلى تنفيذ الشركة العامة للبناء والتعمير لمشروع مبنى اتحاد عمال محافظة طرطوس الجديد الذي تصل مساحته الطابقية إلى 1650 متراً مربعاً وتكلفته حتى الآن إلى 1.1 مليار ليرة سورية، والذي وصل العمل فيه إلى الطابق الـ11 وسيتم العمل لإشادة الطابق 12 ليكون وكما يؤمل منه (فورسينزنز طرطوس) علماً بأن تاريخ المباشرة فيه كانت في عام 2011 حيث أراد الاتحاد ومن خلال بدء إشادته في هذا التاريخ إرسال رسالة إلى العالم بأن مسيرة الإعمار مستمرة حتى في ظل الحرب، مشيراً في هذا الجانب إلى أن شركات ومؤسسات قطاعنا العام الصناعي وفي مختلف المواقع قامت بذات الدور خلال فترة الحرب، مساهمة بذلك في توفير متطلبات السوق وتأمين مختلف الاحتياجات لمواطننا في مختلف المواقف والظروف.
رفع التعويضات ضرورة
ورداً على سؤالنا المتعلق بالتعويضات العمالية كالحوافز الإنتاجية وطبيعة العمل قال رئيس الاتحاد: المنظمة النقابية مستمرة في مطالبها لتعديل مختلف القوانين والأنظمة التي تخص هذه التعويضات، وذلك ضمن إطار السعي لتحسين ظروف معيشة عمالنا التي يأتي في إطار السعي لتحقيقها المطالب بزيادة الرواتب والأجور التي تبرر الحكومة عدم القدرة على تحقيقها بظروف الحصار، وعدم إمكانية توفير الموارد المالية اللازمة لها، وهي التبريرات التي لم تثنِ القيادة النقابية عن الاستمرار في هذا المطلب الذي اعتبره رئيس الاتحاد بأنه أمر متابع وغير متروك مبدياً تفاؤله بالحصول على هذا المطلب، معلقاً الآمال في ذلك على قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد الذي سيكون الغد معه أحلى كما كان في الماضي والحاضر.
وأشار رئيس الاتحاد إلى أن المنظمة النقابية قامت وضمن مساعيها لتحسين الظروف المعاشية للعمال بتقديم القروض للعاملين في مختلف مواقع العمل مشيراً إلى منح مبلغ 2.1 مليار ليرة من هذه القروض خلال العام الماضي، وإلى وصول حجم المبالغ الممنوحة منها خلال العام الحالي إلى 1.5 مليار ليرة سورية، مؤكداً أن هذه القروض تتم بشروط ميسرة وفوائد قليلة، وكل ذلك ضمن إطار وتقديم الدعم للعمال ومساعدتهم على مواجهة متطلبات الحياة، وهو الأمر الذي يتم ضمن سياقه مساعدة العمال من خلال مختلف صناديق المساعدة التابعة للاتحاد.
تفصيل عمل اللجان
وفيما اعتبر جداري المنظمة النقابية شريكة في العملية الإنتاجية والإدارية في مختلف مواقع عملنا فقد شدد على ضرورة تفعيل عمل اللجان النقابية في هذه المواقع لتكون على قدر تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهم والكامنة في كونها عيون سيد الوطن في مواقع الإنتاج، مؤكداً الإصرار على قيام تلك اللجان بالدور المطلوب منهم على أكمل وجه وذلك تحت طائلة مساءلة للمقصرين.
أما عن العلاقة مع الإدارات فقال رئيس الاتحاد بأنها علاقة تكاملية رقابية وتصويبية للأخطاء في حال حصولها بعد الإشارة إلى أن اللجان النقابية جزء من القرار وجزء من المسؤولية باعتبارها ممثلة في مختلف إدارة الشركات والمؤسسات.
وعن العلاقة مع القطاع الخاص قال جداري بأن الاتحاد العام لنقابات العمال يشدد دائماً على التعاون مع هذا القطاع الوطني الهام وعلى ضرورة تشميل عماله في المظلة التأمينية والنقابية مشيراً إلى الخطوات الهامة التي تمّ قطعها على هذا الصعيد في العديد من منشآت وشركات قطاعنا الخاص الذي وكما هو شريك في العملية الإنتاجية سيكون شريكاً أيضاً في مسيرة إعادة الإعمار التي تتطلب تضافر جهود كافة قطاعات الاقتصاد الوطني في خوض استحقاقاتها وذلك تحقيقاً لما أكده سيد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد في أكثر من مناسبة بأن الأولوية في مسيرة إعادة الإعمار ستكون للسوريين.
بحاجة قرارات جريئة
وفيما تشكل البطالة من أهم التحديات التي تواجهنا في هذه المرحلة فقد أكد رئيس الاتحاد على ضرورة السعي لاتخاذ القرارات الجريئة للتغلب على هذه المشكلة مشيراً في هذا الجانب إلى أن دعوة وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل لأرباب العمل ولفعالياتنا الاقتصادية في الاجتماع الذي عقدته معهم في فندق رويال طرطوس لم تسفر سوى عن تأمين 23 فرصة عمل في وقت تحوي مؤسسات وجهات القطاع العام في طرطوس على شواغر يصل عددها إلى 6500 شاغر، مؤكداً أن اتخاذ قرار بملء هذه الشواغر سيسهم في حل جزء مهم من مشكلة البطالة في طرطوس.
بانتظار التثبيت
وفي الجانب المتعلق بتثبيت العمال المؤقتين لفت رئيس الاتحاد إلى الوعد الذي حصلت عليه المنظمة العمالية من رئيس الحكومة لتسوية أوضاع 14 ألف عامل من هؤلاء العمال، لافتاً إلى قطع شوط مهم على صعيد تسوية أوضاع العمال المؤقتين في طرطوس، وهو ما تجلى من خلال تسوية أوضاع نحو 3500 عاملاً من عمال السدود والإسمنت والمرفأ وغيرهم والسعي لتسوية أوضاع الباقيين من غير المثبتين.
وأخيراً
وختم رئيس الاتحاد حديثه بالتأكيد على حرص المنظمة العمالية على الاستمرار في دورها الوطني في مواقع العمل والإنتاج كما في ساحات القتال ضد الإرهاب معاهداً باسم الطبقة العاملة سيد الوطن وقائد مسيرة النصر على قوى الشر والإرهاب بالبقاء خلف مسيرته الحكيمة والشجاعة حتى تحقيق النصر وإنجاز مسيرة إعادة الإعمار وكل ذلك بهدف العودة بسورية كما كانت جميلة ومزدهرة وشامخة عصية على الأعداء ومقصداً لكل المحبين.
نعمان أصلان