أظهرت دراسة بريطانية حديثة أنّ تدوين خمسة أحداث يوميّة بسيطة قبل النوم يُعزِّز الذاكرة بشكل ملحوظ لدى كبار السن، بما في ذلك المصابون بمرض الزّهايمر في مراحله المبكرة أو ضعف إدراكي خفيف، حيث تحسَّن أداءهم في اختبارات التعرف على الكلمات في صباح اليوم التالي، مقارنة بليالٍ لم يمارسوا فيها التمرين.
أجرى باحثون من جامعة بريستول، تجربة على 26 مشاركاً من كبار السن، بينهم من يعاني إعاقات ذهنيّة وآخرون يتمتعون بصحة جيدة. وخلصت الدراسة، المنشورة في دورية “Neuropsychologia”، إلى أنّ تنشيط مناطق الذاكرة في الدماغ عبر الكتابة اليدويّة قبل النوم يُعزِّز الأداء المعرفي في اليوم التالي، رغم عدم ثبوت رابط مباشر بين التمرين ونشاط الدماغ أثناء النوم. ويتميّز هذا النشاط ببساطته وتكلفته المعدومة، مما يجعله عمليّاً للتطبيق المنزليّ دون إشراف طبي.
يُعد تراجع الذاكرة تحدياً شائعاً لكبار السن، وغالباً ما يصنف كجزء طبيعي من الشيخوخة، ما يؤثر سلباً على استقلاليتهم وثقتهم بأنفسهم. وعلى رغم أن هذا التراجع لا يعني بالضرورة الإصابة بالزهايمر، إلا أنّ المواظبة على أنشطة تحفيز الدماغ، مثل هذا التمرين، تُعد سلاحاً وقائيّاً واعداً، خاصةً أنه يُقدَّم كبديل آمن للعلاجات الدوائيّة ذات الآثار الجانبية والفوائد المحدودة في الحالات المبكرة.
أكد الفريق البحثي أنّ نتائج الدراسة تُعزّز الأمل في اعتماد هذا التمرين وسيلة فعالة لتحسين الذاكرة، لكنهم شدّدوا على ضرورة إجراء دراسات أوسع مستقبلاً لتأكيد النتائج وفهم الآليات العصبية الكامنة. وفي انتظار ذلك، يُوصى كبار السن، سواءً كانوا أصحاء أو يعانون مشكلات إدراكية، بدمج هذه الممارسة البسيطة في روتينهم الليلي، إلى جانب الحفاظ على نمط حياة نشط ذهنيّاً وجسديّاً..
سها أحمد علي