رقم العدد 9403
الثلاثاء 6 آب 2019
تعد طقوس عيد الأضحى من أجمل طقوس الأعياد وأروعها، فأمام عظمته وروحانيته يحتفل الكثير من المواطنين فيه بتقديم الأضاحي، ولكن مهما كانت الأحوال المادية سيئة في ظل الوضع المعيشي الصعب لكثير من العائلات، سيظل فرح العيد عنواناً يرسم ابتسامة عريضة لسمو النفس والروح.
قبل العيد بأيام تكثر الجولات الميدانية لكثير من الفرق الرقابية على الأسواق، للاطلاع على واقعها الميداني، والأسعار فيها، بعد موجة ارتفاع الأسعار ووصولها إلى الذروة، والتي ساهمت في وضع قيود كبيرة على المستهلك من ناحية الشراء، وانطلاقاً من ذلك قمنا بجولة على أرض الأسواق ولاحظنا من خلال الجولة والآراء بأن هناك تبايناً في الرأي بين المعنيين والمستهلك والبائع وصاحب البسطة في قضية الأسعار مع حلول عيد الأضحى المبارك..
× أمل العبد الله: ما يميز أسواقنا المحلية قبل حلول عيد الأضحى المبارك هو غلاء الأسعار، وتفاوتها بشكل كبير بين محل وآخر، حيث تشهد أسواق الألبسة، وخاصة الأطفال منها ارتفاعاً ملحوظاً بالرغم من وفرة تلك السلع المعروضة بشكل واسع وكبير، ونحن كذوي دخل محدود ننظر إلى الأسعار على أنها مرتفعة مهما كانت نسب التكاليف والإنتاج مقبولة لدى التاجر، وتابعت: بما أنني ربة منزل ولديّ عدة أولاد فدخل العائلة لا يسمح بشراء كافة مستلزمات العيد فالأسعار مرتفعة من الحلويات إلى الأضاحي فالألبسة نهاية بالفواكه، وبهذا الواقع لا يمكننا توفير المال بأي شكل من الأشكال بظل الوضع الراهن لسد الاحتياجات اليومية المعتادة.
نبيل عثمان: الأسعار على كافة السلع والخدمات مع قرب قدوم عيد الأضحى المبارك تشهد اختلافاً كبيراً بين محل وآخر والمتابع لواقع وحركة الأسواق يلاحظ هذه التفاوتات وخاصة بعض السلع المتعلقة بمستلزمات العيد كالأغذية والملابس والحلويات والأضاحي، حيث الكثير من المحلات تعرض سلعاً قديمة وتبيعها بالأسعار الرائجة حيث تفاوتت أسعارها بالأسواق رغم أنها تحمل نفس العلامة التجارية والمواصفات فكيف لتلك الأسواق أن ترتفع فجأة الأسعار من دون سابق إنذار.
* منال داوود: المحلات بهذه المناسبة تعتمد على التخلص من البضائع القديمة عبر إعادة بيعها في مواسم الأعياد بتخفيضات وهمية لا علاقة لها بواقع الأسعار، ونوهت إلى أن الوضع المعيشي لا يتناسب مع واقع أسعار السوق، فالملابس أسعارها مرتفعة جداً والحلويات على مثيلاتها فهي مختلفة السعر من محل لآخر ومن منطقة لأخرى، وأسعار الحلويات الشرقية والغربية تشهد ارتفاعاً ملحوظاً بأنواعها المختلفة، وأكدت أن موسم عيد الأضحى يشهد ارتفاعاً مبالغاً فيه بالرغم من كثرة الناس في الأسواق وقلة الطلب.
* مروان أسعد: قال إنه بادر بشراء مستلزمات عيد الأضحى المبارك من ألبسة وحلويات قبل شهر من عيد الأضحى تجنباً لزيادة الأسعار، وأكد بأن الألبسة قبل عيد الأضحى تشهد ارتفاعاً ملحوظاً على أسعارها نظراً لإقبال المواطن على الشراء، وأن مستلزمات العيد هي مسؤوليات إضافية مرهقة علينا وما يندرج علينا هو شراء المستلزمات الهامة، والضرورية جداً في العيد.
ومن خلال متابعتنا حتى قبل نشر هذا التحقيق بيوم لاحظنا أسواقنا العامة والشعبية والمولات تشهد ازدحاماً ملحوظاً، لكن أغلب من يتواجدون في تلك الأماكن ليس لديهم الإمكانيات المادية الكافية للتبضع والشراء ويكتفون باستطلاع الأسعار ليجدوا ما يستطيعون من خلاله رسم الفرحة على وجوه أبنائهم، أما أسعار الحلويات بمختلف أشكالها وأنواعها فحدث ولا حرج حيث نجد الواجهات مسعرة بأسعار مرتفعة على عكس الأسواق الشعبية والبسطات ومحلات الحلويات، وتختلف الواجهات من واحدة لأخرى.
* عاصم ديب: في هذا العيد الفضيل خيّرت عائلتي بين شراء الملابس أو الحلويات لأن الراتب الشهري لا يتناسب مع المدفوعات وأكد: كيف لنا تأمين حاجيات العيد من ألبسة لأربعة أطفال مع حلويات العيد ومستلزماته الأخرى، منوهاً إلى أن هذا العيد يسمى عيد الأضحى ولكن الكثير من الناس أضحى عن التضحية من ذبح الأضاحي مبيناً إلى أنه لا يستطيع شراء خاروف لأن أرخص سعر له يتجاوز الـ 70 ألف ليرة.
الآليات المعمول بها
ولكي نزيد الأمر وضوحاً في هذه المادة حاولنا أن نعبر عن أقصى طريق لحماية المستهلك من خلال متابعتنا للأسواق وبحسب ما صرح به صاحب محل لبيع الألبسة: إن حركة الأسواق قبل حلول عيد الأضحى المبارك مقبولة حيث إقبال المواطن على الشراء زاد من مبيعات التجار، وأضاف: طبعاً إن الأسعار متفاوتة حسب نوعية البضاعة والمصدر والإنتاج وهي تلائم كافة شرائح المستهلكين فهناك الرخيص والمتوسط والغالي وعلى المواطن أن يختار السوق والمحل والبسطة، ويعود السبب في ارتفاع بعض أسعار الألبسة لنوعية القماش والمواد الأولية الداخلة في صناعته وارتفاع تكاليف الإنتاج وأجور النقل وبعض المصاريف الأخرى، وأردف قائلاً إن الأسواق بشكل عام تشهد إقبالاً ملحوظاً مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك لذلك فكثير من المواطنين يجدون في العيد فرصة مناسبة لشراء الملابس ابتهاجاً وفرحاً بالعيد.
ومن جهة أخرى توجهنا إلى أحد محلات بيع اللحوم (الأغنام) فقال صاحب المحل: يتميز عيد الأضحى المبارك بالأضحية حيث يحرص الكثير من المواطنين على تقديم الأضحية عملاً بالطقوس الدينية، وبالرغم من الغلاء النسبي وارتفاع أسعار الذبائح إلا أن هناك إقبالاً على التوصية وشرائها حيث يلاحظ قبل حلول العيد بأن سوق المواشي يشهد نشاطاً مقبولاً بالرغم من ارتفاع أسعارها.
وبدوره يقول (أبو خلدون) صاحب محل فروج: ارتفاع أسعار الفروج يشكل عبئاً ليس فقط على المستهلك وإنما على أصحاب محال بيع الفروج الأخرى وأنا منهم وإن ما يحدث تقلص نسبة البيع إلى أدنى مستوى إذ أنه بعد رفع الأسعار تراجع البيع لاسيما مع وجود ارتفاع عام للأسعار، ومع حلول عيد الأضحى هناك مواطنون مضطرون لشراء هذه المادة ما جعل المستهلك يعيد أولوياته، ونحن نتخوف من زيادة مستمرة للأسعار.
صاحب محل حلويات (حسن) قال: إن ارتفاع أسعار الحلويات يعود لنوع الجبن المستخدم ودقة ومهارة التحضير وأنواع المكسرات وجودتها ونوع السمون التي يتم صنع الحلويات بها, ولكل مواطن الاختيار حسب قدرته المادية لكي يختار النوع الذي يريده, وكذلك هناك أنواع مختلفة لضيافات العيد مثل الشوكولا والسكاكر, وهنا لاحظنا الإقبال عليها كبير في عيد الأضحى المبارك لأنها أرخص من الحلويات العربية ولأنها تفي بالغرض، حيث وجدنا أنواعاً من الشوكولا والسكاكر تختلف أسعارها حسب مكان بيعها من جهة ونسبة السكر الداخلة بها.
وقد لاحظنا خلال الجولة بأن الأسواق الشعبية تشهد إقبالاً كبيراً فهي تحتوي كل الأنواع والأصناف وبأسعار مناسبة لكافة شرائح المجتمع وتستقطب شرائح واسعة لما تقدمه من أسعار منخفضة.
تشديد الرقابة التموينية
المهندس إياد جديد مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في محافظة اللاذقية قال:
ارتفاع الأسعار أرهق كاهل المواطن من ذوي الدخل المحدود وهذا الارتفاع ناتج عن ارتفاع أسعار المواد الأولية من بلد المنشأ كالأعلاف الحيوانية الذي انعكس على أسعار الحليب ومشتقاته واللحوم مؤكداً على ضرورة تضافر كافة الجهود للحد من ارتفاع الأسعار وخاصة لجهة وقف تصدير الأغنام والبيض والخضار والفواكه والعمل على استيرادها بدلاً من تصديرها وفي هذه الحالة تستقر الأسعار بل تنخفض في حال توفر المواد بشكل جيد.
وفي رده على سؤالنا المتعلق بدور المنافسة القائمة في رفع الأسعار البعيدة كل البعد عن المعايير والقانونية؟ أفاد م. جديد: المنافسة بين التجار يجب أن تكون في تخفيض الأسعار وليس العمل على ارتفاعها وبتقديم منتج جيد مطابق للمواصفات وبأقل كلفة.
أما حول تذبذب أسعار الصرف وانعكاسها على الأسواق فقال م. جديد إن ارتفاع أسعار الدولار خلق خلخلة بالأسعار لبعض المواد وخاصة المستوردة ما أدى لارتفاع أسعار بعضها بشكل طفيف وتم تكثيف الدوريات على كافة أسواق المحافظة لضبط الإعلان عن الأسعار وتداول الفواتير وتقديم الكلف والوثائق اللازمة لإعداد كلف المواد المستوردة ومتابعة أسعار المواد بالأسواق ومنع التلاعب بأي مادة ورفع سعرها دون مبرر. وأضاف م . جديد: إن العرض والطلب يلعبان الدور الأكبر في أسعار المواد فعندما يقل العرض ترتفع الأسعار ويزداد الطلب وبالعكس , ولقد تم الإيعاز للسورية للتجارة لطرح تشكيلة واسعة من مختلف المواد بأسعار منافسة لتلبية حاجة المواطن والحد من ارتفاع الأسعار.
وعن الاستعدادات التي اتخذتها مديرية حماية المستهلك لتخفيف العبء عن المستهلك في فترة العيد الأضحى المبارك أفاد م. جديد: طلبت وزارة التجارة وحماية المستهلك من مديرياتها في المحافظات تشديد الرقابة التموينية على كل الفعاليات التجارية والمواد التموينية في المحلات ومستلزمات العيد من الحلويات بأنواعها والألبسة والأحذية الولادية والنسائية والرجالية والسكاكر والموالح والمكسرات والمطاعم والخضار والفواكه, أكدت الوزارة في بيان لها ضرورة التزام أصحاب الفعاليات التجارية بالإعلان عن أسعار بيع المواد والسلع ومواصفاتها وتداول الفواتير مبينة أن دورياتها ستتابع تنفيذ الإجراءات القانونية بحق كل من يرتكب مخالفات الغبن والتدليس وزيادة الأسعار واتخاذ أشد العقوبات بحقهم وفق أحكام القانون رقم /4/ لعام 2015. وأضاف م . جديد: وطلبت الوزارة من عناصر الرقابة التموينية تكليف سحب العينات من المواد المشتبه بها وتحليلها والتأكد من سلامتها وصلاحيتها ومطابقتها للمواصفات القياسية والقوانين والأنظمة النافذة لا سيما من المواد الغذائية المكشوفة التي تعرض في المحلات أو على البسطات. وأشار البيان إلى أن دوريات حماية المستهلك ستناوب على مدار الساعة وخاصة أيام عطلة العيد لمتابعة شكاوى المواطنين وقمع ظاهرة انتشار وتداول الألعاب النارية وبيعها للأطفال حرصاً على سلامتهم.
بثينة منى