تقوم الغدة الدرقية بمراقبة تنظيم الكثير من وظائف الجسم، وحين تصاب وظيفة هذه الغدة بعطب ما، فإن الجسم بأجمعه سيتأثر وظيفياً.
ومن هنا تكمن ضرورة مراقبة هذا الجهاز الذي إذا أفرز أكثر مما هو مطلوب منه من الهرمونات، فإن الجسم سيشهد تصاعداً في وتائر عمله يترجم على هيئة فقدان سريع للوزن، مع أن شهية المصاب للطعام لا يشوبها شائبة…
ويلاحظ المصاب أيضاً اضطراباً في الجهاز الهضمي على هيئة إسهال دائم، ونزق عصبي، وحالة قلق قصوى، وشعور بارتفاع درجة الحرارة وعطش دائم.
أما إذا حدث عكس هذا السياق، ولم تفرز الغدة الدرقية ما يكفي، فإن وتائر الجسم وإيقاعات عمله ستصاب بالتباطؤ، وتحل أعراض الإرهاق المزمن واضطراب الذاكرة وعدم القدرة على إدراك الأشياء، وازدياد وزن الجسم والإمساك، وحتى ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
ويمكن من خلال أبسط فحص للدم أن يتم تحديد طبيعة العطب الذي أصاب الغدة الدرقية، وحتى قبل ظهور هذه الأعراض الشديدة، ويقوم الفحص على تحديد جرعة ما يعرف بالهرمون المحفز للغدة الدرقية ( TSH ) الذي يتولى عادة تنظيم إفراز الدرقية، حيث أن المعدل الطبيعي لهذا الهرمون يجب أن يتراوح من 4 إلى 2 مايكرون لكل ميليمتر واحد، ويبدو أن طبيعة بعض الأجسام تحتم على الشخص القيام بإجراء الفحص بطريقة دورية.
كما أن النساء الحوامل يجب أن يكن أكثر حرصاً على إجراء هذا الفحص الدوري، وخاصة مع بداية الحمل لأن النساء بشكل عام أكثر عرضة من الرجال لعطب وظيفة الغدة الدرقية.
أما خلال فترة الحمل، فإن الحاجة ستزداد إلى هرمونات الغدة الدرقية، كما أنها تعد مرحلة حرجة لما يحدث خلالها من تغير يطرأ على وظائف الكلى، وما ينجم عن ذلك من فقدان الكثير من مخزون الجسم من اليود، وهو العنصر الأساسي في تركيب هرمونات الدرقية. لذا ليس مستغرباً أن تعاني النساء الحوامل انخفاضاً في مستوى إفراز هذه الهرمونات، كما أن تطور الجنين يرتبط أساساً بحالة الدرقية عند أمه.
الغدة الدرقية تنظم العديد من وظائف الجسم، وإصابتها بأي خلل يدمر التوازن الوظيفي والإرهاق المزمن واضطراب الذاكرة وازدياد الوزن من أعراض عدم كفاءة الغدة.
وعن علاج ارتفاع وتيرة إفراز الهرمونات الدرقية يحتاج إلى ما يوقف هذا الإفراط في الإفراز، ويمكن اللجوء إلى حقن اليود المشع أو حتى إجراء عملية جراحية لوقف النشاط المفرط لهذه الغدة.
لمي معروف