رقم العدد 9402
5 آب 2019
المتابع لتنفيذ خطط مؤسسات الدولة (الخدمية) ينظر بعين الأسى والحزن على ما يتم تنفيذه، وهذا لا يُشعر أحداً إلاّ بأن المُخطط لا يرى أبعد من أنفه، ولا يفكّر إلاّ بيومه، وينسى غده ومستقبل أجياله على عكس دول العالم المتحضّر، وهذا ينسحب على سبيل الذكر لا الحصر على مشاريع (تحديث) شبكات الهاتف والكهرباء والمياه والصرف الصحي وبخاصة في مناطق التوسع العمراني (المفتوح الأفق)، والسكاني وصار من المسلّمات لديهم أنّه بعد الترقيع سيأتي الحفر والردم للتمديد والتجديد.
ولمن يُريد مثالاً نقول متسائلين: كم مرة تمَّ حفر أرصفة شوارع حي الرمل الشمالي وطريق سقوبين خلال العشر سنوات الأخيرة، وأنا من القاطنين في هذا الحي، وشاهدت بأمّ العين أنه تم حفر الرصيف 3 مرات للهاتف ومرتين للمياه، ويتكرر الأمر على أشدّه في سقوبين وأحياء أخرى.
اليوم وبسبب الحرب الظالمة وظروف الحصار الاقتصادي على سورية، لم يتم تزفيت الطرقات والشوارع بشكل كامل، بل تمّ ترقيع ما يجب ترقيعه، وفعلاً لم يكد يجف الزفت حتى تبدأ مؤسسة أخرى بالحفر، وهكذا دواليك تدور الناعورة على النيام (وانخلي يا هلالة)، وهذا يعني أن قيمة وخسارة الدولة المادية، في التزفيت باتت تحت أنقاض حفريات هذه المؤسسة، و(لا من شاف ولا من درى).
وهنا لا نقول ولا نطلب بأن تستأذن مؤسسة ما من جارتها أو من أحد كي تخدّم هذا الحي أو الشارع أو التجمع السكني، ولكن نسأل لماذا لا تخططون عند إقامة هكذا مشاريع لربع قرن مقبل، وهل يُعقل أن نخطط مثلاً لإقامة ضاحية سكنية اليوم بشوارع عرضها 4أمتار، أو نضع شبكة هاتفية تحت الأرض بسعة 100 خط مثلاً، أو قسطل مياه ب 0,5 إنش إسعافي لحي جديد، وبعد سنة أو سنتين نعيد الحفر والتخطيط والردم والتخريب والمناقصات الجديدة.
السؤال الأهم: هل الغاية من كل تلك المعمعة الخدمية هي المناقصات أم سوء التخطيطات.
منير حبيب