الوحدة 16-6-2025
في أعالي جبال كاراكورام شمال باكستان، وعلى ارتفاع 1900 متر، تعيش قبيلة الهونزا الملقبة بـ “وادي الخالدين”، التي حيّرت العلماء لعقودٍ، بأسرار شبابها الدائم، حيث يتجاوز عمر أفرادها نحو أكثر من 120 عاماً، دون أن تعرف أمراض العصر كالسرطان، والسكري، وغيرها…، بل تظل ملامحهم نضرة حتى في التسعينيات من عمرهم، ووجوههم مُشرقةٌ بابتسامةٍ دائمة تعكس انسجامهم مع الحياة البسيطة.
اكتُشف لغز قبيلة الهونزا عام 1984م، عندما استُوقف أمن مطار لندن رجلاً يُدعى “عبدمبندو” المولود 1932م، بعد الشّك في صحة تاريخ ميلاده بجواز سفره، لملامحه تبدو وكأنّه في الثلاثين من عمره رغم تجاوزه الخمسين.. كشف الرجل خلال التحقيق عن سر قبيلته المدهش: يعيش أفرادها حياةً طويلة وبصحةٍ أفضل.. وتتميّز ببساطة العيش، لا يعرف رجالها الشيخوخة أو المرض، ويتمتّعن نساؤها بصحة جيدة، وينجبنَ أطفالاً حتى سنّ السبعين، بوجوه نضرة كالأطفال.

وبعد سنوات من البحث، وجد العلماء أنّ سرّ الشباب الدائم يكمن في تفاصيل حياتهم اليومية، حيث يعتمد أفراد هذه القبيلة في نظامهم الغذائي؛ على الخضار، والفواكه الموسميّة الطازجة، والمشمش المجفّف، والمكسرات كالبندق واللوز، والأجبان، والألبان، وما إلى ذلك… فهُم يتناولون الطعام باعتدال ولا يكثرون منه، مبتعدين عن الأبيضين الملح والسكر.. كما يصومون لمدة أسبوع كل ربيع، مُكتفين بشرب الماء النقي والعصائر الطبيعية فقط، فيما يمارسون المشي يومياً ويركضون لمسافات تصل إلى 20 كم، ويستحمّون بالماء البارد حتى في أوقات البرد القارس.. إضافة إلى ممارسة رياضة اليوغا والتأمل، لتحقيق التوازن بين الجسد والروح..
سها أحمد علي