العدد: 9401
الأحد-4-8-2019
تحدث المؤلف جميل سليمان الراهب في كتابه: (أناهيد الطفلة الأرمنية الشاهدة على مذبحة الأرمن في تل عفر عام 1915م) عن الصور القاسية والبشعة للمذابح في ظل الجمهورية التركية مشيراً أن مخططات التوسع استدعت تنفيذ المذابح في المناطق المحتلة لبث الذعر في قلوب العناصر غير المرغوب فيها وحملهم على مغادرة البلاد حيث ذكر أنه خلال الحرب التركية الأرمنية عام 1920 قتل الأتراك خلال احتلالهم مدينة (كارس) أكثر من (6000) مدني أرمني في المدينة وجندوا أكثر من (3000) شاب لأعمال السخرة في الأناضول وقد هلك معظم هؤلاء نتيجة ظروف الحياة القاسية والبرد القارس.
وأضاف: لقد ارتكبت جرائم في المناطق الريفية لم يرَ ولم يسمع التاريخ مثيلاً لها، فقد كانوا يرغمون الآباء على تسليم فتياتهم البالغات من العمر ثماني سنوات وأبنائهم البالغين من (20- 25) سنة إلى جلاّديهم، فكانوا يغتصبون الفتيات ويقتلون الشباب أمام أعين والديهم وقد اتبعوا هذا الأسلوب في جميع القرى وتبرز الوثائق التي أصدرتها وزارة الخارجية في الاتحاد السوفيتي إثباتات عديدة حول الأعمال الشنيعة التي ارتكبها الأتراك في منطقتي (كارس والكسندربولي) التي احتلوها نتيجة الحرب التركية الأرمنية وتصف إحدى هذه الوثائق المذابح التي جرت في (كارس) والقرى المجاورة التي دامت أسبوعين استناداً إلى الأرقام التقريبية التي بلغت مدينة الكسندر بولي حوالي (20000) وأسر(160000) ومات (10000) جوعاً وقتلت (1500) امرأة وجرحت (5000) وأسرت (3000) وماتت (1000) جوعاً كما لقي (5000) طفل مصرعه وجرح (300) ومات (10000) من الجوع.
وضمن هذا السياق أورد المؤلف صورة أخرى لا تقل بشاعة عن الأولى فقد كان أسرى الحرب يقتلون وعندما احتل الأتراك كارس في تشرين الأول عام 1920 أخذوا أكثر من (3000) جندي وضابط كأسرى حرب وأرسلوا للعمل في شق الطرق تحت ظروف جوية بالغة القساوة وبعد سنتين تقريباً عندما جرى تبادل الأسرى، بموجب معاهدة السلام بين تركيا وأرمينيا السوفيتية لم يبق منهم على قيد الحياة سوى (700) شخص، وبعد الحرب العالمية الأولى، شُكّل ما تبقى من الأرمن (الذين نجوا من المجازر- اليتامى) أكثر من (60000) لاجئ في وسط وشرقي الأناضول وفي خريف 1949 والأشهر التالية أرغم اكثر من ( 3000) أرمني على الهجرة إلى سورية وبلدان أخرى وقد أرغم هؤلاء اللاجئون على مغادرة منازلهم وترك أعمالهم وأرسلوا عبر الحدود إلى سورية بجوازات سفر تركية مختوم عليها لا يسمح لحاملها بالعودة إلى تركيا وذكر المؤلف في نهاية المطاف أن بعضهم وصل إلى نقاط الحدود بالقطار وبعضهم مشياً على الأقدام جوعى وشبه عراة اما بالنسبة لمن تبقى فقد حدت بهم الظروف التنقل في كل اتجاه وصوب إلى اسطنبول وما وراءها ، إلى كندا والولايات المتحدة الأمريكية…
ندى كمال سلوم