حمية صحية تُبطئ تدهور الدماغ وتقي من الخرف

الوحدة: 10-6-2025
كشفت دراسات علمية حديثة عن دور محوري للنظام الغذائي في تعزيز صحة الدماغ وتأخير التدهور العقلي، من خلال احتوائه على مركبات طبيعية تُحفز الذاكرة وتدعم وظائف الخلايا العصبية. وتُبرز أبحاثٌ متخصصة أن اتباع النظام الغذائي المتوسطي الذي يعتمد في أساسه على الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات والبذور والأسماك الدهنية وزيت الزيتون، يقلل خطر الإصابة بالخرف ويُبطئ التدهور المعرفي لدى كبار السن، مقارنةً بالأنظمة الغذائية غير الصحية.
ولتعزيز هذه الفوائد الصحية، طوَّر العلماء نظام ميند “MIND” الغذائي، الذي يدمج بين مزايا حمية البحر الأبيض المتوسط وحمية داش النباتي المعززة لصحة القلب، عبر التركيز على الأطعمة النباتية كالخضروات الورقية والتوت والمكسرات، إلى جانب الأسماك الغنية بأوميغا3 (مثل السلمون والسردين)، مع تقليل الدهون المشبعة والسكريات واللحوم المصنّعة والأطعمة المقلية. ولتحقيق أقصى استفادة، ينصح الخبراء باستبدال الأطعمة فائقة التصنيع (كمعجنات التوست ورقائق البطاطس) بأخرى قليلة المعالَجة، مثل العجّة النباتية على الفطور أو التفاح أو حفنة من المكسرات كوجبات خفيفة، ما يرتبط بانخفاض خطر الخرف.
كما يُوصى بتناول السمك مرتين أسبوعياً، لاحتوائه على أوميغا3، الذي يُعزز التواصل بين الخلايا العصبية، حتى لدى الحاملين لجين (APOE E) المرتبط بمرض ألزهايمر، حيث تُظهر الأبحاث أن فوائده تفوق مخاطر الزئبق المحتملة. إلى جانب ذلك، يُعد تناول المكسرات والبذور يومياً (خاصة الجوز) خطوةً وقائيةً بفضل غناها بحمض ألفا لينولينيك والبوليفينول، الذي يحمي الخلايا من التلف. ويُشدّد الباحثون أيضاً على استبدال الدهون الحيوانية بزيت الزيتون، لغناه بالأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة التي تحسن الكوليسترول وتقلل من خطر الوفاة المرتبطة بالخرف.
ولا يقتصر دور الأطعمة النباتية الغنية بالألياف (كالخضراوات والفاصوليا والبقوليات والفواكه) على تعزيز صحة الجهاز الهضمي، بل تمتد فوائدها إلى حماية خلايا الدماغ من التلف بفضل مركباتها النباتية، مما يجعلها مع باقي الخطوات السابقة درعاً وقائياً ضد التدهور المعرفي وأمراض الشيخوخة.
وأخيراً، يؤكد الخبراء على عدم الانتظار حتى ظهور أعراض الخرف للبدء بالاهتمام بصحة الدماغ، داعين إلى جعل الأطعمة المُحاربة للخرف جزءاً من النظام الغذائي اليومي وأسلوب الحياة الصحي، تماماً كالرياضة والنوم. فكل وجبة صحية تُستهلك اليوم هي استثمار طويل الأمد في صفاء الذهن وجودة الحياة المستقبلية.
سها أحمد علي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار