رغــــم ضـيق الـــوقت وقـــلّـة الحيلــــة..همــــوم المــــــرأة يجــب ألا تفســـــد أناقتهـــــــا

العدد: 9286

6-2-2019

(لا توجد امرأة غير جميلة، ولكن توجد امرأة لا تعرف كيف تكون جميلة) قول لأحد الفلاسفة في زمن عبر وكان، أما نحن وقد (دوزنّا) الوجع وقلة الحيلة من أوزار هذا الزمن الصعب ماذا لنا أن نقول؟
لا توجد بيننا امرأة غير جميلة، أم وأخت وزوجة، تقارع ظلمات حرب وعيش على جميع الجبهات، في البيت والعمل وحتى ساحة القتال إلى جانب رجلها تشد من أزره وتربط على قلبه..
الجمال ليس مطلب كل فتاة وسيدة بيت، بل هو ما يرجو أن يجده كل شاب ورجل بامرأته…

ندى موظفة أشارت إلى أنها تقبض راتباً، ومن حقها أن يكون جزء منه لنفسها، ولهذا هي كل شهر تشتري ما يطيب لها من اللباس والماكياج، كما أن الله لم ينعم عليها بالأولاد فلما تحرم نفسها مما تحب؟ قالت: زوجي يغازلني بل أظن أنه يعاتبني على فرط أناقتي وقت الخروج لملاقاة الأصحاب لا يحب أن يراني كثيرة التأنق ودائما ما يسألني لما كل هذا التبرج والزينة، لا تفلتي شعرك ولا تلبسي القصير، ويراني أني لا أجود عليه بمثل ما أنا عليه اليوم عندما يتطلب الأمر، لتفلت عواطفه وانفعالاته من عقالها ونصطدم ونتقاذف الكلمات كما حمم البركان، وسرعان ما يهدأ إن رجعت بخطواتي عتبة الباب، وأفشلت مخطط المشوار، وكطفل يغار ويقول: لا أريد لأحد أن يرميك بنظراته..
صفاء، طبيبة قالت: لطالما أخفقت في الاعتناء بجمالي ومكياجي بسبب عملي كطبيبة في المشفى والعيادة ولا يتطلب أمرهما مني ذلك، لأعود إلى أعمالي ومهامي الزوجية حيث الأولاد ينتظرون مني طبخة لذيذة وبعض الاهتمام، وهم يساعدونني بأيديهم الصغيرة كما زوجي الحبيب، حيث يقوم بالجلي وأعمال تنظيف المنزل دون سؤال مني، ولولا ذلك لكنت متعبة اليوم ويائسة من الحياة، حيث آتي في المساء لأتمم أعمالي ونخرج سوياً لمشوار أو لقاء وأكون فيه بكامل أناقتي كما يحب أن يراني والأولاد، أسرح شعري وأتركه ينسدل كشلال، وأضع بعض المساحيق والألوان البسيطة كما ألبس الفستان الذي يختاره لي، فهو لطالما قال لي: جميلة بكل ما فيك، وأنت حجر بيتي وبيدق سعادتي ونجاحي.
عبير، ربة منزل قالت: أنا في البيت على الدوام، لم أنل وظيفة ولم أعمل يوماً خارج بيتي، ولهذا أجد متسعاً مريحاً من الوقت للاهتمام بمظهري وجمالي، صحيح أني صحتي زيادة قليلاً، فأنا لا أخرج إلا قليلاً لجلب بعض الحاجيات ومستلزمات البيت وحاجيات الزوج والأولاد، لكني اليوم جعلته رياضة لجسمي حيث أشتري من السوق الخضار وبذلك أمشي من الرمل الشمالي وحتى سوق أوغاريت ثم أعود حاملة أكياساً، وتابعت: لست كثيرة التبرج وليس من اهتمامي اللحاق بالموضة ولدي بيت وأولاد، فهم الأولى براتب ضعيف لا يقدر على كل الصرفيات، لكن صغاري يدفعوني على ذلك، فهم يحبون أن يروني جميلة ليتباهوا بي أمام أصدقائهم كما غيرهم من الأولاد وأنا لن أخذلهم ولكن ضمن الإمكانيات.
وكانت أن أيدتها القول جارتها ميادة التي رافقتها إلى السوق فقالت: ليس لنا التبرج والماكياج ونحن أمهات وستات بيوت، ولا يمكننا اللحاق بالشياكة ونحن نقبع في البيت طوال النهار و(هات يا شغل) ولا ينتهي، فهذه نعدها حاجيات المرأة الموظفة التي يوجبها عليها عملها وخروجها كل يوم، كما أن الأناقة تتطلب المال الكثير الذي نوفره لأجل البيت والأولاد ودروسهم الخصوصية فلدينا أمور أبدى من جمالنا الذي ينكمش مع هذه لأيام كما المال، فنحن كبرنا وخلّي الجمال لبناتنا.
غزل، طالبة جامعية أشارت بأنها تحب الموضة وشراء الباس والإكسسوار والماكياج، وتعتبر هذه الأشياء ضرورية لكل فتاة، خاصة أنها في أول العمر وليس عليها من مسؤوليات، وترى الوقت الكافي للتسوق مع رفيقاتها وجلب بعضها، ولا تنتظر على والدتها الموظفة وهي جميلة كما خلقها الله وكل ما تلبسه يليق بها لكنها دائماً بعجلة من أمرها وتقضي نصف النهار في عملها بهندام وماكياج بسيط لتعود مسرعة إلى المطبخ والبيت وقد ربطت شعرها ولا وقت لديها لتنظر في المرآة، إلا في الأعياد والأعراس حينها تجدينها بأفضل حال وأجمل امرأة على الإطلاق.
جمال، موظف يرى أنه من الضروري أن تهتم الفتاة بجمالها ولباسها، والأناقة مطلوبة منها في البيت والمكتب الوظيفي، ولكل منهما لباسه ولونه وتبرجه، نرى كثيراً من النساء عاديات بمقاييس الجمال لكن يستطعن خلق هالة جميلة تحيط بكيانهن، ولا تقول إحداهن ليس ضرورياً التبرج والزينة، وليس لدي الوقت لهذه الأشياء أو أنها كبرت ولديها شباب، إنه لخطأ وجرم بحق نفسها، لتنظر حولها.. المرأة الجميلة يحبها الجميع وتلقى رضاهم في كل شأن وأمر وتتيسر أمورها ولو كانت من أصعبها إذ أن القلب يعشق كل جميل، كما أن الرجل إذا ما أهملت زوجته نفسها ينظر إلى غيرها، لذا عليها أن تكون دائماً متأنقة ومتأهبة للخروج معه أو لاستقبال الأصحاب، ولا تدع له حجة ولا لزملائها أو رفيقاتها أو أهل زوجها للوم والعتاب، الرجل يحب زوجته أن تكون جميلة وأنيقة في نظره ونظر الآخرين.
آدم، صف عاشر أكد أن أمه أجمل امرأة في الوجود، بيدها الحنون وقلبها الطيب فقال: أحبها وأفتخر بها فهي تستقبل رفاقي بكامل أناقتها وهم يقولون لي أمك لطيفة وجميلة، عندها أشعر بسعادة عارمة وفرح لا يحسها معظم رفاقي، فليس لأم غيرها تلك الأناقة والجمال.

هدى علي سلوم

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار