العدد: 9400
1-8-2019
جراحكم التي كانت بلسماً لجرح سورية، فكان الشفاء، ودماؤكم التي روت تراب الأرض ففاحت روائح الطيب، ونبتت أشجار العز والكرامة، لكم وبعيدكم نقول كل عام وأنتم بألف خير..
* الجريح علي محمد أحمد قال: بدأت خدمتي في مدينة حمص، وانتقلت بعدها إلى عربين في دمشق، ومنها إلى داريا، وبعد شهرين من بقائنا هناك طلبت منا مؤازرة بسبب تعرض إحدى دبابات الجيش لاعتداء من قبل المسلحين، وبالفعل اتجهنا لمؤازرتها لكننا اشتبكنا في طريقنا مع المسلحين، وبعد انتهاء الاشتباك كان لابد من قطع أحد الطرق، فاستشهد ستة من رفاقي أثناء محاولتهم عبور الشارع، وعند محاولتي قطع الطريق أصبت بطلقة قناصة في الرأس، تسببت بضياع عظمي في الجمجمة، بالإضافة لضياع مادي بالسائل الدماغي، ووجود ١٤شظية في الفص القفوي الأيسر للدماغ، و٤ شظايا في شبكية العين، وعلمياً يجب أن يلفظ الجسم الشظايا خارجه، إلا أن الشظايا لدي أخذت تدخل بين الفص القفوي الأيمن والأيسر باتجاه العيون وأدت لخلل في كلا الجهتين، لذا كان لابد من الخضوع لعلاج سريع عن طريق إبر تساعد على تكلس الشظايا، وكان ثمن الابرة الواحدة ٤٥ ألف ليرة سورية، وهنا من واجبي تقديم شكر للدكتور يماني خليفة تامر وهو دكتور جراحة عصبية على مساعدته الكبيرة لي سواء بالعلاج أو بتقديم بعض الإبر مجاناً، بالإضافة لمعاملته الطيبة، فهو حتى هذا اليوم يقوم بالتواصل معي، والاطمئنان على حالتي، وبالطبع بسبب وضعي الصحي الحساس والذي لا يسمح لي بممارسة أي عمل مجهد أنا عاطل عن العمل، ولم أحصل على وظيفة تناسب وضعي حتى الآن لذا أتمنى أن أقوم بعمل يناسب وضعي.
* الجريح محمد شاهين قال إنه من دورة 104 صف ضباط، التحق بصفوف الجيش العربي السوري في ١/٦ عام 2011 وكانت إصابته في عام 2015 بريف حماة حيث تم استهداف الدبابة التي كانت بقيادته بصاروخ موجه أدت إلى إصابته بحروق وأذية في العينين، بالإضافة الى شلل في اليد اليمنى، ليتم تسريحه بعدها بنسبة عجز 60 % ثم تمّ تعيينه في شركه مصفاة بانياس، وذلك بسبب الإعاقة التي تسببت بها الإصابة، ونوّه الجريح محمد إلى الراتب القليل الذي يتقاضاه وتمنى لو أن الرواتب تختلف باختلاف نسبه العجز وليس باختلاف المناصب، وتابع الحديث، أخوه المصاب علي الذي تمّ تسريحه بنسبة عجز ٣٠% نتيجة إصابته في جوبر في دمشق فبعد عدة أيام من القتال أصيب بطلقة في الخاصرة وبقذيفة هاون كانت وراءه مباشرة أدت إلى أذية في الكبد بالإضافة لأذية في الرئة وإصابة كبيرة في الساق، ومنذ ما يقارب الشهرين تمّ تعيينه على أساس عقد سنوي، ويقول محمد نتمنى الاهتمام بالوضع الصحي للجرحى من خلال تقديم التأمين الصحي لكل الجرحى لأننا لا زلنا نقوم بعمليات علاجية، وقد احتجت حوالي ١٤ عملية، عمليتان منها تكفلت بهما أنا وكان المبلغ كبيراً، كذلك الأمر بالنسبة للأدوية فقد تمّ إلغاء استلام الأدوية من المنطقة الصحية (المستوصف) في مدينة بانياس ليتوجب علينا الذهاب إلى المشفى العسكري أو إحضار ورقة تؤكد عدم قدرة الجريح على الذهاب، مع العلم أن المستوصف والقائمون على دائرة الجرحى في بانياس يبذلون قصارى جهدهم لخدمة الجرحى ولكن ضمن الإمكانيات المتوفرة لديهم، لذا نتمنى أن يكون هناك تشابك بين الجهات المعنية لتوفير مزيد من الجهد والتعب، بالإضافة للأعباء المادية على الجرحى، أيضاً الاهتمام بجرحى مدينة بانياس لأنهم كباقي الجرحى يستحقون التكريم، كذلك بالنسبة للكولبة الخاصة بالجرحى يقوم جرحى بانياس بدفع مبلغ ١٠ آلاف على المتر بينما يدفع جرحى طرطوس ٥٠٠٠ ليرة سورية، والسؤال ما الذي يمنع المساواة بيننا، وفي النهاية كل ما نتمناه هو المساواة بين الجرحى وتقديم المساعدة لهم.
* الجريح مهران يوسف زينب قال: التحقت في صفوف الجيش العربي السوري بعد طلبي لتأدية خدمة الاحتياط في ٩/9/2012 وفي قرية تسمى خطاب في ريف حمص وكانت قريبة من المسلحين، ثبت الجيش في القرية، ولكن المسلحين كانوا يستغلون الضباب ليقوموا بالهجوم علينا، وفي يوم من الأيام أصبت بمنطقة الفخذ بالإضافة لكعب القدم وتم تثبيت المفصل، وتسرحت بنسبة عجز ٣٥% وبعدها عدت إلى وظيفتي السابقة بدون راتب للإصابة، وما أريد المطالبة به هو تأمين وظيفة لزوجتي لأن راتبي الوظيفي لا يتناسب مع مصاريف العلاج والحياة أيضاً المعاملة الحسنة للجرحى في المشافي لأن الجريح بأمس الحاجة للكلمة الطيبة لأننا قدمنا أغلى ما نملك فداء لسورية ولعودة الأمن والأمان لها ولشعبها.
هي حكايات يتخيل لنا للحظات أنها خيال إلا أن شجاعة الجيش وبطولاته حولت الخيال إلى حقيقة لتبقى سورية صامدة وقوية.
رنا ياسين غانم