زرعنا أشــــــــــــــلاءنا في تربـــــــــة الوطـــــــن

العدد: 9400

1-8-2019

   

لأن الشهداء والجرحى هم العيد وكل عيد، ليس هناك شرف يفوق شرف الالتقاء بأكرم الناس، وهم جرحى رجال الجيش العربي السوري الذين غرسوا أعضاءهم وأشلاءهم في تربة الوطن. 

* الجريح سامي ملحم، قوات رديفة، وهو موظف في الكهرباء، يحلم بإنشاء مقهى يكون رمزياً أمام رفاقه الجرحى، جرحى الجيش العربي السوري، سامي كان يعيش حياة عادية مثل كل شاب سوري في الوطن ويتحرك بحرية في كل مكان إلى أن انضم لصفوف الجيش الباسل لمحاربة قوى التكفير السوداء التي قدمت إلينا، ولكنه تعرض لإصابة منذ ست سنوات في منطقة عدرا العمالية على أوتوستراد حرستا، حيث أخبرنا عن إصابته وتأثيرها على حياته قائلاً: كنا في مهمة مداهمة لبناء فقام المسلحون بتفجيره ما إن دخلنا، فأصبت بأذى كبير متمثل بضياع مادة كبير بالظهر والفخذين والأرجل، مما جعلني ملفوفاً مثل المومياء ومعي كسر بعنق الفخذ أي المفصل، لا أغادر سريري، حيث أجلستني إصابتي حوالي العام ونصف بدون أي حراك، لدرجة أنني كنت أحتاج للعون من أهلي كي أستطيع التقلب يميناً ويساراً، كما تلقيت المساعدة من معارفي، إلا أن الحياة تستمر لينصرف كل منهم إلى مصالحه،
ويتابع ملحم: لم أكن أظن أنني سأقف مجدداً لشعوري بالعجز والشلل التام، لكن بمساعدة رفاقي الذين ساعدوني وقاموا برفع معنوياتي، حيث أنني كنت أراقب الشارع ولا أزوره إلا من خلال النافذة، إلى أن خرجت إلى حديقة منزلي في البدء مع رفاقي، ومن ثم خضعت لجلسة علاج فيزيائي، فكنت حقيقة أشعر كمن خرج من عزلة قسرية ومن ثم عادت الحياة إلي عبر محاولة السير مجدداً عبر عكازات في سبيل ملاقاة رفاقي الجرحى بعضنا البعض، ومازلنا نلتقي من خلال نادي أسسناه، فنحن الذين قاتلنا لم نشعر أن مهمتنا انتهت ولا تنتهي إلا من خلال تقديم أرواحنا شهداء.
وأكد الجريح سامي ملحم على أن الله أكرمه بإصابته التي يعتز بها رغم الآلام الكبيرة وأنها شرفه وكرامته، وعن رأيه بالخدمات المقدمة للجرحى قال: صحيح أنني لم أحصل على حقوق، ربما لأن دوري لم يحن بعد، إلا أن أني لا أشك بوجود رعاية بالجرحى وإن لم تشمل الجميع.
جدير بالذكر أن نقول أن الجريح سامي ملحم من خلال نادي الجرحى في طرطوس قد التقى هو ورفاقه بالسيدة الأولى أسماء الأسد في دمشق مؤخراً.
* أما الشاب نسيم إبراهيم، وهو فنان تشكيلي رغم إصابته البالغة، حيث كتب عنه في الكثير من المواقع والصحف الأخرى لأنه استطاع أن يستخدم يده اليسرى بإيصال فنه والتعريف عن نفسه.
يقول نسيم عن إصابته: كنت متطوعاً في الحرس الجمهوري بمهمة اقتحامية في مدينة حلب منطقة (إيما نقرين)، وحصلت إصابتي بأيدي ورجلي وخاصرتي التي هي عبارة عن تفتت بالعظم والأعصاب، حيث تقطعت يدي ففقدت القدرة على استعمالها بالكتابة أو بالأمور البسيطة، ويتابع نسيم: أيضاً حصل معي تفتت في رجلي، وتفتت عظم مع هبوط قدم، وخاصرتي تفتت بالحوض، فبقيت حوالي العامين أتدرب من خلال التمارين الرياضية حتى عادت صحتي إلي.
وعن رأيه بالخدمات المقدمة للجرحى قال بعتب: لم أحصل على شيء من أحد منذ إصابتي البالغة التي حصلت منذ ست سنوات تقريباً، ولكنني أفتخر بنفسي ومتعايش مع الموضوع، ما أحصل عليه هو دعم معنوي من خلال تواصل الناس معي بسبب ما أقدمه من لوحات فنية.

سماح العلي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار