الأول من آب عيــد الجيــــش العــربي الســــــوري…كل الحــــــــــبّ والتقـــــــدير لمـــــن روّض المســـــتحيل وجعـــــل الأسطـــورة صنــــــاعة ســــــــورية
العدد: 9400
الخميس 1-8-2019
لا كلام بعــــــد كلامكـــــــم.. عناوين شــــــموخ وقناديل عطــــــــاء
تلاقوا في البذل والعطاء والتضحية، واجتمعوا على سمو أخلاقهم وعلو كرامتهم وكبريائهم، تساووا في الألم والتعب والمعاناة، لكن معنوياتهم العالية، حبهم للحياة تنسيك وأنت معهم أنهم يعانون من فقد عضوٍ بجسمهم أو حاسة، فقط تشعر بالعزة أنك أمام أبطال، شهداء أحياء ما بخلوا بشيء، لكنك تشعر بـ (الصغر) أمام تضحياتهم وهول معاناتهم في رحلة العذابات والعلاج والألم، إنهم جرحى الجيش العربي السوري وهم يعاركون أعداء الإنسانية الإرهابيين المدعومين من معظم دول العالم، لذلك ندع الحديث لهم لأنه لا كلام بعد كلامهم..
* حيدر عبد الهادي (الدالية): كنت أخدم العلم مع احتفاظ، خدمت خمس سنوات، عمري 29 سنة، أصبت في معارك السلطانية بحمص عام 2013 كنت رامي دبابة وأثناء الاشتباك قصف الإرهابيون دبابتي بصاروخ حراري استشهد زملائي وأصبت بوجهي ورأسي فذهبت عيناي وتهشم أنفي وفمي وفكي وتكسرت أسناني.
تعالجت وخضعت لفحص من قبل لجنة طبية روسية ووعدت بأن أعالج في الخارج لأن هناك إمكانية لزرع عين إلكترونية والتأخير ليس لصالحي كون العصب لا يزال يعمل وأنتظر الوعود…
تمّ تعويضي بمبلغ 400 ألف ليرة من قبل دار الوفاء، أكثر ما أعانيه هو عندما أذهب لمتابعة علاج أسناني هو وسائل النقل فأضطر لاستئجار سيارة وبمعلومكم هذا يفوق قدرتي المادية، فراتبي لا يتجاوز 30 ألفاً، ولدي طفل صغير وزوجتي وظفت كمرافق لي براتب 26 ألف ليرة طبعاً من قبل الأمانة السورية، كما أنهم منحوني رخصة غاز بوتان دون أسطوانات، إذ لا قدرة لي على شرائها، وطبعاً لو توفرت كان الوضع أفضل، أيضاً منحت كغيري من الجرحى بطاقة جريح من الأمانة السورية أتعالج بموجبها عند الأطباء وتصرف لي الأدوية من الصيدلية ولكن ضمن حدود معينة، معنوياتي عالية جداً وأعيش حياتي الطبيعية وكم أتمنى أن أعود كما كنت لأعود لساحة المعركة…
* الجريح فريد عيسى (سوكاس): كنت متطوعاً لدى إدارة أمن الدولة، أصبت في المسطومة بإدلب منذ 2015 وعلى أثر الإصابة تمّ بتر الساقين من فوق الركبة، مع بتر اليد اليسرى وكسر طولاني في الفخذ مع وجود بحصة بالكلية، تابعت علاجي متنقلاً بين مشافي مصياف والباسل بطرطوس ثم الوطني ببانياس، وبفترة علاجي كان الكثير من أصحاب الأيادي الخيرة الذين لهم الفضل في متابعة وضعي الصحي وعلاجي الطويل، وإن يكن هناك من مجال لتوجيه الشكر فهو لمحافظ طرطوس صفوان أبو سعدا و إدارة مشفى بانياس وشعبة الحزب ببانياس وقائد الدفاع الوطني ببانياس الذي ساعدني ببناء منزلي ورفع معنوياتي من خلال زياراته المتكررة أيضاً مدير الشؤون الاجتماعية في اللاذقية والذي يزورني باستمرار أنا وجميع الجرحى ويقدم لنا المساعدات.
أنا معاناتي تتلخص في صعوبة التنقل من مكان لآخر ودفع الأجور العالية للسيارات إذا ما أردت متابعة العلاج الفيزيائي ومراجعة الأطباء والآن لدي كرسي كهربائي لكنه كثير الأعطال ما يسبب لي التعب.
مؤخراً تم منحنا نحن الجرحى بطاقة جريح من قبل الأمانة السورية تتيح لنا مراجعة الأطباء بشكل مجاني وصرف أدوية، كما أن هناك أطباء معنيين بزيارة الجرحى والوقوف على وضعهم وما آلوا إليه وتقديم تقارير بوضعهم، عانيت كثيراً حتى حصلت لشقيقتي على وظيفة مرافق لي بحجة أن وضعي لا يستلزم مرافقاً، ولكن وبعد جهد جهيد استمر سنتين وبمساعدة أصحاب الفضل حصلنا على وظيفة مرافق لشقيقتي براتب 26 ألفاً، أيضاً مؤخراً تمت مخالفتي من قبل مؤسستي الماء والكهرباء كوني أبني منزلاً جديداً ولم أشترك بعدادات، فلماذا لا نعفى نحن الجرحى من هذه وتكون كتقدمة لنا من المؤسستين المذكورتين وقد ترتب علي الذهاب إلى اللاذقية من أجل عداد كهرباء..
الهواتف عندنا سيئة ضوئية، اشتركنا ببوابة لكن الشبكة ضعيفة، نتمنى من مؤسسة الهاتف أن يتم وضع أبراج تقوية في المنطقة، أنا جريح لا يمكنني عمل أي شيء فيكون الأنترنت أفضل تسلية لي…
أنا حالياً ممن تبنتهم جمعية المقعدين وأصدقائهم باللاذقية بالانضمام إلى كورال جرحى الجيش (وطن الغار)، قدمنا حفلتين بالمركز الثقافي باللاذقية، وحفلة بمركز ثقافي حمص وفي 18/8 لدينا حفلة بدار الأوبرا بدمشق، نحن 40 جريحاً إصابتنا مختلفة نخضع لتدريبات على الحفلات كل سبت وثلاثاء بمدينة اللاذقية، أنا لم أكرّم من الدولة بتاتاً، ولم أرَ اهتماماً أو تكريماً من أي مسؤول في محافظة اللاذقية بل من محافظة طرطوس.
* عماد إبراهيم أبو غبرا: الملقب في قطعته بالجبل، 51 سنة (الدليبة – البرجان): تطوعت كرديف للجيش، أصبت في غوطة دمشق، متزوج ولي ثلاثة أطفال، إصابتي بتر طرفين، وعجز باليد اليمنى، وانقضاء عين يمنى، تعالجت لثلاثة أشهر في مشفى خاص على حساب جمعية خيرية، مؤخراً ركبت طرفين اصطناعيين، أكثر ما أعانيه هو تردي الوضع المادي، صرف لي تعويض 200 ألف ليرة صرفتها على علاجي، أنا بحاجة لكرسي كهربائي إذ ليس بإمكاني تحمل الطرفين أكثر من ساعتين وخاصة خلال في الصيف وارتفاع الحرارة، وكونها مصنوعة من مواد بلاستيكية فهي تسبب لي الحساسية، وحالياً أتعالج من مرض الحساسية، معنوياتي عالية، لم أستسلم للإصابة رغم فترة العلاج الطويلة والألم الشديد، وحالياً وبموجب بطاقة الجريح التي منحت لي من الأمانة السورية أصبحت تسعفني إلى حدٍّ ما في كشفيات الأطباء وشراء الأدوية، إذ أن الراتب الذي أتقاضاه أيضاً من الأمانة السورية والذي هو بحدود 35 ألفاً أدفع منه 15 كقسط لقرض من التمويل الصغير، أطلب وأتمنى أن يتأمن لزوجتي عمل ولو مستخدمة في المدرسة أو الوحدة الإرشادية أو البلدية أو الزراعة وضمن القرية فهي تعمل بالأرض بالأجرة كي تساعدني في مصروف البيت، ونتمنى أن يتم تزفيت الطرق بقريتي، نعاني كثيراً، لا يمكننا السير عليها إذ تغطيها الحفر حالياً، وفي الشتاء تتحول إلى برك مياه، سجلت على دراجة أربعة دواليب في جمعية خيرية، وموعود بذلك، وحتى الكرسي ولو كان لدي لن أستطيع استخدامه ضمن الحارة من سوء الطرق والشوارع…
* محمد كامل العلي أمن عسكري (الربيعة – البرجان): أصبت عام 2014 بالحسكة بحي الغويران باشتباكات مع الإرهابيين، أعاني من شلل سفلي على إثر قناصة في العمود الفقري والكبد، مع قسطرة بولية دائمة، لدي تقرّح بالجلد في ظهري أيضاً.
بقيت في مشفى تشرين العسكري بدمشق عاماً كاملاً، ثم نقلت إل مشفى زاهي أزرق العسكري باللاذقية، راتبي 31 ألف ليرة، أختي وظفت كمرافقة لي براتب 26 ألف ليرة، أنا بحاجة لأدوية وعلاج فيزيائي بحدود 20 ألف ليرة، والأدوية المحلية لا تلبي الحاجة، الأدوية الأجنبية جيدة وتوقف لي الألم ولكنها غير متوفرة باستمرار وغالية، إذ أن العلبة منها بحدود 37 ألف ليرة، ولا بديل محلي عنها، والتقرح الذي أعاني منه ناتج عن التسطح الدائم، وبحاجة لفرشة هواء، كما أعاني من التنقل من وإلى المشافي، واليوم لدي جلسة علاج فيزيائي في مشفى القرداحة، وعليّ استئجار سيارة لذلك، ومعلوم كم هي غالية أجور السيارات هذه الأيام، لذلك نحن في قرية البرجان والقرى والمزارع التابعة لها بحاجة لسيارة صحية تخدم الجرحى الموجودين فيها تنقلهم إلى المشافي والعيادات…
أنا أعاني من آلام دائمة بظهري، إضافة لمعاناة الذهاب إلى المشفى، عندي علاج على مدى شهرين بمشفى القرداحة، بالأسبوع 2-3 جلسات علاج فيزيائي، إحدى المرات ذهبت إلى طرطوس أيضاً للعلاج دفعت 25 ألفاً للسيارة، ولو كانت متوفرة السيارة الصحية لوفرت علي الراحة والمال، هذا ما أطلبه.
* علي مالك أبو غبرة (عين الدلب) ملازم أول قوات خاصة فوج 41: أصبت بحمص في بابا عمرو، تقاعدت براتب 14300 ليرة، وبعد الزيادة أصبح 35 ألف ليرة، إصابتي فقد بصر كامل، أصبت أول مرة بطلقة قناص 10 قطب داخلية وبعد شهرين أصبت إصابتي هذه إثر قذيفة..
قابلت مع جرحى آخرين مسؤولين من مستويات مختلفة وطلبنا طلبات من شأنها تحسين وضعنا المادي، لكنها لم تلق استجابة، طالبنا بأكشاك ووعدنا، وهي من حقنا وبمرسوم أيضاً لم تنفذ، أنا الآن خاطب ومقبل على الزواج ولا يمكنني إنهاء وإكمال بيتي…
أيضاً وعدنا بنمر سيارات معفية من الضرائب والرسوم كذلك ذهبت أدراج الرياح وهذه لو نفذت يمكن تأجيرها أو يعمل أخي عليها فتكون باب رزق لي تعينني على الحياة لكن .. تم توظيف مرافق لي براتب 26 ألفاً من الأمانة السورية..
لكن من المفارقات الهزلية أنهم يتصلون بي أن لي معونة في دمسرخو وأنا بريف جبلة، أيضاً هناك بعض الأوراق والمعاملات التي تستدعي حضورنا شخصياً إلى الإدارات العامة، فلماذا لم نعفَ من ذلك ليقوم بذلك مقربون منا، حضورنا مكلف وصعب، كذلك الوصفات الطبية التي تصرف بموجب بطاقة الجريح لا تصرف وصفة تجاوزت 2500 ليرة، وإذا ما تكررت أيضاً لا تصرف، والدكتور الإسعافي أحياناً لا يأتي للبيت، علينا نحن الذهاب إليه، الوصفات مقررة اثنتان صيفياً وثلاث شتاءً نتمنى أن تكون أكثر وبقيمة أعلى…
آمنة يوسف