الأسرة .. وثقافة الاهتمام بالطفل كيف نحــول منازلنـــا إلى مســـاحة للترفيـــه واللعب وتنميـــة المواهب؟

العدد: 9399

الأربعاء 31-7-2019

 

 

على الرغم من تعدد المؤسسات والأندية المعنية بثقافة الطفل ورعاية مواهبه، إلا انه في الغالب لا تستغل العطلة الصيفية بالشكل الجيد، لتصبح هاجساً يؤرق الأهل وذلك لأن هذه النشاطات لا تتلائم مع ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية والمهنية .. فيقضي أطفالهم عطلتهم الصيفية في النوم والكسل ولهذا تداعيات سلبية كبيرة، لكنه ومع انتشار ثقافة الاهتمام بالطفل بين الأسرة والفعاليات الاجتماعية الأخرى فإنه من المهم امتلاك ثقافة التخطيط لكيفية قضاء العطلة الصيفية واستثمار العطلة بطرق مفيدة وممتعة لضبط سلوك الأطفال والتقليل من المشاكل الناجمة عن الفراغ. ونحن نتساءل في استطلاعنا هذا عبر «جريدة الوحدة»: كيف نصل إلى عطـلة ممتعة؟ وكيف نستفيد من العطلة الصيفية وملء أوقات الفراغ لأطفالنا؟ وما البدائل المنزلية في حال عدم تمكننا من إلحاق أبنائنا بإحدى المؤسسات الثقافية أو الاجتماعية؟ فلنتابع الإجابات من خلال اللقاءات التالية:

 

السيدة جيهان عاصي – مرشدة نفسية قالت: تقدم المؤسسات المعنية بثقافة الطفل في المحافظة العديد من النشاطات والفعاليات الموجهة للأطفال بمبالغ بسيطة ورمزية جداً، ولكن في أسوأ الحالات، هناك أنشطة بديلة في المنزل نستطيع من خلالها استثمار أوقات الفراغ لدى أطفالنا بما هو مفيد ومثمر، وهنا يأتي دور الأهل في البحث عن هذه الخطط البديلة، فمن الضرورة بمكان استغلال العطلة الصيفية من خلال لقاء الأهل مع أطفالهم والحوار معهم، وإثرائهم بالقصص المفيدة أو البرامج التلفزيونية الهادفة، وتخطيط رحلات وزيارات مع الأقارب والوقوف على خبراتهم والتحدث عنها، أو التسجيل بأحد النوادي الصيفية. وكذلك المشاركة في أعمال تطوعية بإطار جماعي، وحضور بعض المحاضرات والنشاطات الثقافية والفنية المفيدة وبذلك نثري أوقات أطفالنا بالمتعة والفائدة.
السيدة ياسمين بشارة – موظفة قالت: بخصوص البرامج الصيفية، هناك برامج في المعاهد الخاصة لكنها محدودة وتكلفتها عالية في بعض الأحيان، وبما أن الطفل يحتاج لإطار آمن وجو مناسب له، لذلك أقدم لأطفالي فعاليات بيتية منها الشطرنج والرسم والمعجون وفعاليات أخرى، وكذلك ألحقهم بدورة سباحة حتى يفرغوا طاقاتهم وفي دورات أخرى منها الكاراتيه وكرة القدم، أما بشكل عام فنحن بحاجة لأماكن مجانية تستوعب أنشطة أطفالنا لأن الأحياء السكنية تفتقر لأماكن مناسبة للعب مثل الحدائق أو ساحة للألعاب قريبة من البيوت.
السيد عماد صالح – موظف قال: للاًسف الأطفال يقضون أوقاتاً طويلة أمام التلفاز أو الكمبيوتر او الهاتف في العطلة الصيفية، وهم بحاجة إلى تفريغ طاقة عن طريق اللعب والحركة، ولكن للأسف نسمع هذه الجملة لا يوجد ميزانية، مع أنه يحق لكل طفل أن يستمتع بأماكن عامة في كل حي يسكنه وأن يمارس نشاطاته الاجتماعية، لذا نناشد المعنيين بإقامة برامج وفعاليات للأطفال بتكلفة رمزية ومناسبة للجميع.
السيدة نورا إبراهيم – مدرّسة قالت: قد نستفيد من الوقت الذي يقضيه الطفل على جهاز التلفزيون بتوجيهه لبرامج مفيدة وثائقية، أو تعليمية، أو حتى أفلام أطفال هادفة. فقد تنتهي فترة مشاهدة الطفل بالمناقشة معه حول ما شاهده، لتقوية مهاراته التواصلية والاجتماعية، ومن الجميل أن يتعلم الطفل الأعمال اليدوية، مثلاً كيف يستفيد من النفايات حوله وكيفية إعادة تصنيعها، كالزجاجات البلاستيكية، أو الورق المقوى، أو حتى أوراق الشجر، فيعيد تزيين غرفته بقطع صنعها بيده، أو باب غرفته بلوحة رسمها، أو حتى بزجاجة قام بتلوينها.
السيد سمير ناصر – مهندس مدني قال: بشكل عام أطفالنا يستغلون وقتهم في العطلة الصيفية في المخيمات، والسباحة، والجلوس على الحواسيب، والأكثر انتشاراً في أيامنا الهاتف النقال، الذي لا يفارق أيدي أبنائنا الذين يستغلونه في الألعاب والدردشة، أتمنى من الأهل ان يستغلوا وقت أطفالهم بأشياء مفيدة لا تضيع أوقاتهم بدون فائدة. وأيضاً أن يمارسوا هواياتهم وألعابهم المسلية، لكن بوقت منتظم.
الصديقة نسرين ديب – الصف السادس قالت: في العطلة الصيفية يشجعني أهلي على الدراسة وكذلك على ممارسة الهوايات، فأنا أعزف على آلة الكمان وأحب اللغة العربية كثيراً وأحب المطالعة لكن الموسيقا تأتي في المقدمة وفي الصيف كما في أيام الدراسة، لابد من تنظيم الوقت، فهناك دورات باللغة الانكليزية، أتبعها وكذلك أتمرن في نادٍ للجمباز ونقوم أيضاً بزيارات إلى البحر والقرى ذات الطبيعة الخلابة وعندي متعة في متابعة أمي وهي تعمل على ماكينة الخياطة، وأتمنى أن أتعلم هذه المهنة، للاستفادة منها ضمن البيت مستقبلاً، حتى ولو أصبحت طبيبة، لأنني أطمح أن أدرس في كلية الطب بجامعة تشرين.
الصديق ياسر حورية – الصف السابع قال: فصل الصيف للاستراحة والنشاط، وفيه مساحة للحرية واللعب بكرة القدم التي أحبها، كذلك أتابع المباريات الرياضية ويضيف: للأسف، عدم وجود ملاعب لكرة القدم يجعلنا نلجأ إلى اللعب بين الأبنية السكنية، وهذا ما يسبب كثيراً من المشاكل لأن الناس ينزعجون من الأصوات، هذا بالإضافة إلى خطر السيارات.
الصديق عمار رمضان – الصف الثامن قال: إن العطلة الصيفية هي متنفس للطالب يستطيع من خلالها أن يمارس هواياته المتعددة، وذلك بعد عام دراسي حافل وأستغل وقت فراغي بشيء مفيد حيث أني أمارس هواياتي المفضلة كالرياضة والنزهات حيث أني أقوم برحلات مستمرة مع الأصدقاء، ولكن في نفس الوقت أحمل بعض الكتب أثناء رحلاتي، لكي أستفيد من الناحية البدنية والذهنية. إلى جانب الخروج مع الأصدقاء لمراكز الألعاب الالكترونية وتابع قائلاً: على الطالب في العطلة الصيفية أن يخطط لقضاء وقت سعيد ومفيد في نفس الوقت، حتى لا يشعر بالملل، ولا يترك للفراغ مجالاً في حياته.
بقي للقول: في فصل الصيف، تنتهي القوانين والجداول الملزمة للطفل فهويستعد نفسياً وجسدياً لوقت طويل من الترفيه والاستجمام، تعويضاً لمرحلة المدرسة التي ألزمته بجدول دقيق ومُحد فهل من الحكمة أن نترك الطفل يهدر وقت فراغه في عطلة الصيف؟ لقد اختلفت الآراء حول استثمار وقت الفراغ وكيفية استغلاله، لكن الأمر المسلم به هو ضرورة تضافر الجهود، لذلك يجب على المؤسسات التربوية والاجتماعية (الأسرة – المدرسة – النوادي الرياضية والثقافية والتعليمية وغيرها) البحث عن السبل الأمثل لإشغال الأبناء وملء أوقاتهم خلال العطلة الصيفية بما يفيدهم ويسليهم، ولا شك أن استغلال طاقاتهم في أنشطة مفيدة يعد ضرورة حتمية ينبغي التخطيط لها لأن العطلة في المحصلة ليست إلا فرصة كي يعودوا لمدارسهم بمشاعر متجددة لبدء عام دراسي جديد.

فدوى مقوّص

تصفح المزيد..
آخر الأخبار