وادي القلــع.. شــلال وقلعــة لم يشــفعا لها بدخول صناعة الســياحة

رقــم العــدد 9397
الاثنين 29 تمـــــــــــوز 2019

كيف لنا أن نتحدث عن صناعة السياحة في ظل ظروف الحرب أمام أولويات عودة الأمن والأمان وإعادة الإعمار وقضايا تمس معيشة المواطن؟ سؤال يطرحه المواطن لكن المراقب للمشهد في الساحل السوري على امتداد الشاطئ أو في مناطق الاصطياف سيلاحظ عودة الحياة والنشاط والسياحة الداخلية إن كان بإغلاق الحجوزات في الفنادق والمنتجعات حتى أول أيلول ووقوف أرتال السيارات أمام المطاعم حتى ساعات متأخرة من الليل. إضافة إلى ما طرحه الاجتماع الخاص الذي عقد في رئاسة مجلس الوزراء مؤخراً من مشروع استثماري للسياحة البيئية من بين مشاريع استثمارية للمحافظة تشير إلى أن السياحة على خارطة اهتمامات الحكومة.
السياحة صناعة تحتاج إلى بنى تحتية وخدمات واستثمار الميزات التنافسية لأي موقع ومن المواقع التي تسربلت بالإهمال بريف اللاذقية الجبلي باستثناء صلنفة وكسب ، موقع وادي القلع الذي يتميز بشلال طبيعي يتفرد فيه بالمحافظة ، مع نقطة جذب سياحي تتمثل بوجود قلعة ( المينقة)، تقع القلعة على مسار القلاع السياحي الذي لايزال في مرحلة الدراسة الأولية، يحقق أنواعاً متعددة للسياحة من البيئية إلى الريفية إلى سياحة الآثار والتاريخ والتراث بما ينعكس على تحقيق تنمية مستدامة للمجتمع المحلي.
(تاج الجبل) لا يكللها الغار . . تسمى قلعة المينقة (تاج الجبل) تقع على بعد حوالي 35 كم من شمال شرق مدينة جبلة على ارتفاع 630 م، بمساحة 10000م2 بشكل مستطيل، يميزها الموقع الطبيعي بانتشار الأشجار وتضاريس جغرافية، مع ينابيع بالمنطقة بمحيط القلعة، يفصلها عن محافظة طرطوس واد عميق، وتشير الدراسات إلى وجود نفق ليربط القلعة بأسفل الوادي.
بنيت القلعة في عهد الدعوة الإسماعيلية، تعرضت لغزوات في زمن نور الدين الزنكي وصلاح الدين الأيوبي، لم يستطيعوا اقتحامها لكن انتهى الحصار بأيام صلاح الدين بتوقيع اتفاق مع حاكم القلعة بوساطة من أمير قلعة شيزر بحماة، بقيت حتى قدوم العثمانيين الذين استطاعوا دخولها، واستعادها الإسماعيليون وبعد كر وفر لمرات تم الاتفاق على أن تسلم للعثمانيين مقابل إعمار مدينة السلمية ومنذ عام 1270 هجرها الاسماعيليون ، استمر هجر القلعة في بداية الاحتلال الفرنسي لمنطقة الساحل السوري عام 1918، وأصبحت معقلاً للثوار الذين يقومون بالغارات على المحتل إلى أن تم الجلاء عام 1946م وبعد ذلك هُجرت وأصبحت أراضي زراعية حتى بدأت المديرية العامة للآثار والمتاحف عام 2000 الاهتمام بها، فتم تسجيلها عام 2003 كأحد المواقع الأثرية في منطقة جبلة.
من يزور القلعة سيلاحظ غياب طريق معبد للوصول إليها ، والأعشاب المحيطة بها تشير إلى ندرة زوار القلعة، وتظهر أن وادي القلع قرية منسية من الخدمات ( طرق، إنارة، صرف صحي، مياه شرب، مواصلات …) وهي مجمل الأمور التي يؤكد أن استثمار وجود شلال وقلعة لايزال مؤجلاً، علماً أن استثماره بالشكل الصحيح سيحقق واردات للبلدية وينعش القرية اقتصادياً ويحقق فرص عمل لأبناء المجتمع المحلي ومحيطه.


دراسة ترميمية للقلعة لم تبدأ بعد!
أكد رئيس دائرة آثار جبلة الدكتور مسعود بدوي أن هدف مديرية الآثار هو الكشف عن الآثار وتوثيقها وحمايتها. بهدف حماية الآثار بعد تسجيل الموقع والذي يتضمن الكشف عن الآثار والوصف المعماري لها، والرفع المعماري لكامل الموقع ،والبحث من الناحية التاريخية حوله، ومن ثم تسجيل الموقع وهو الأمر الذي يحتاج لموافقة المجلس الأعلى للآثار.
وبالنسبة لقلعة المينقة فقد قامت دائرة آثار جبلة منذ سنوات بعدة مواسم تنقيب ضمن القلعة، خاصة من الجهة الشرقية وتم الكشف على عدد من الأقبية، إضافة إلى جزء من حمام. وتم العثور على مجموعة من (الكِسر) الفخارية، وبعضها ملون بزخارف هندسية بلون أحمر قرميدي ، تعود للعصر الأيوبي ، مع بعض رؤوس سهام ونبال من جديد.
وفي عام 2007 تم القيام بأعمال ترميم جزء من الأسوار الخارجية والبرجين الموجودين في الجهة الشرقية المقابلة للخندق . ليتم التوقف بعد ذلك بسبب الأزمة ، علماً أن القلعة لم تتعرض للأذى,
وتقوم دائرة آثار جبلة حالياً بإعداد دراسة ترميمية لها، خاصة عند السور الشمالي الغربي من القلعة، وذلك بسبب ماتعرض له من أضرار بسبب الأمطار.
والدراسة بحسب د. بدوي يتم الإعداد لها لتكون ضمن خطة 2020 للترميم ورداً على سؤال إلى أين وصلت الدراسة؟
أجاب : لم نبدأ بالدراسة بعد!
وأشار بدوي إلى وجود تعاون مع مديرية السياحة لوضع القلعة ضمن المواقع الأثرية السياحية


مسار القلاع لا يزال بمرحلة الدراسة الأولية:
لفت رئيس دائرة الترويج والتسويق السياحي المهندس فراس وردي إلى أن القلعة تقع على مسار القلاع السياحية، يتألف المسار من قلعة صلاح الدين، قلعة المهالبة، قلعة بني قحطان، قلعة المينقة وصولاً إلى بحيرة السن.
وهو مسار سياحي رائد يتم حالياً دراسة وتدقيق كل مقطع منه لإمكانية التنسيق مع باقي المؤسسات والجهات الحكومية المعنية (المحافظة، الخدمات الفنية، دائرتا الآثار باللاذقية وجبلة، المؤسسات الخدمية المعنية بتقديم الخدمة للسائح وسواها، وذلك لكي يصبح هذا المسار مالكاً لمقومات الجذب السياحي من سياحة بيئية، محمية الشوح والأرز، القرى التراثية التي تعمل مديرية ووزارة السياحة على إطلاق مشروع القرى الحالمة (التراثية) التي تقدم الموروث الغذائي في الساحل السوري كمنطقة الرامات في بيت ياشوط، ومنطقة وادي القلع قرب قلعة المينقة وسواها من مواقع الجذب المختلفة وسياحة التأمل ليصبح هذا المسار مقصداً سياحياً ريفياً يؤدي إلى التنمية السياحية والاقتصادية لسكان المنطقة ضمن إطار تنمية سياحية بيئية مستدامة.
ورداً على سؤال إلى أي مرحلة وصلنا بالعمل على هذا المسار؟
أجاب م0 وردي: نحن في مرحلة الدراسة الأولية وبعد التعقيب: إذا لم تفتح القلعة للزيارة كيف ستوضع على مسار القلاع، أوضح: تم تصوير قلعة المينقة وشلال وادي القلع بواسطة طائرات (الدرون) الحديثة ضمن عمليات الترويج السياحي التي تقوم بها وزارة السياحة كأهم مقاصد الجذب السياحي.
ويتم عرضها على قنوات سورية وعلى موقع وزارة السياحة وفي عام 2017 تم تنفيذ فعاليات يوم السياحة العالمي، ضمن سلسلة ما يعرف بأيام السياحة الريفية رغم أن القلعة غير مفتوحة للزيارة.
وتم تزويد موقعها بلوحة الكترونية (QR) تحتوي كود يمكن للسائح أن يحصل على معلومات عن القلعة بواسطة (الموبايل) إضافة إلى برنامج تم عرضه على الفضائية السورية (أنت في سورية) من منطقة وادي القلع تصادف مع وجود عدد كبير من السواح من أنحاء سورية.

وداد إبراهيم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار