الصيد الجارف والمازوت وقمامة الشواطئ هموم صياديه؟… غلاء الأسعار يبعد السمك عن موائد أغلب السوريين

العـــــدد 9397

الاثنين 29 تموز 2019

 

يحتل السمك بأنواعه مرتبة متقدمة على بقية اللحوم والأطعمة من حيث الأهمية الغذائية ولذة الطعم والفائدة، لكنه يتأخر ويكاد يغيب عن الموائد لعدة أسباب أهمها عدم قدرة نسبة كبيرة من المواطنين على شرائه واستهلاكه ورغم فائدته الكبيرة.
وللوقوف على حال الصيادين والباعة والمستهلكين كانت لنا جولة في سوق السمك بمدينة جبلة عند الصباح الباكر ومع عودة الصيادين من رحلتهم..
× الصياد مهند حمود: كل يوم تبدأ رحلتنا بعد الثالثة فجراً تقريباً لتستمر 4-6 ساعات كما نبحر أيضاً في المساء.. في كل يوم نصطاد وتختلف الكميات حسب الحالة الجوية وحالة البحر, نستخدم الشباك, والشباك أيضاً متنوعة وحسب السمك الموجود ونضع الشبكة المناسبة, وحالياً في هذه الأيام تغيب أنواع بعينها مثل البلميدا وتكثر أنواع مثل السلطاني وتختلف أحجامه, وأحياناً يكون التيار تحت الماء فلا نتمكن من الصيد وتنتزع الشباك وتهرب السمكة من التيار فنعود أدراجنا بكميات لا تذكر.
* صياد رفض ذكر اسمه نحن نعاني من وجود زوارق جرف تؤذي الثروة السمكية وتقضي على حظوطنا بالصيد, وهذه تم منعها منذ سنوات من قبل المؤسسة العامة للأسماك, لكنها عادت الآن وبكثرة ما يؤثر على رزقنا, حيث تجرف هذه الزوارق الأسماك الصغيرة والكبيرة معاً إضافة إلى أننا نعاني من تأمين مادة المازوت للزوارق فكثيراً ما تكون رحلتنا بلا صيد ولا تغطي خسارتنا للوقود وكما هو معلوم نشتري مادة المازوت من السوق السوداء بأسعار عالية…
* الصيّاد أحمد قال: نعاني وجود القمامة التي ترمى بالبحر فهي تؤذي شباكنا وهي منتشرة على شواطئ البصة – الصنوبر- جبلة- القبو وهذه أكبر معاناة للصيادين على امتداد الشاطئ السوري من البسيط حتى أرواد إضافة لازدياد زوارق الجرف المخالفة, والتي تحرم الصيادين من تأمين لقمة عيشهم وتامين سعر محروقاتهم وعن الأسعار أجاب معظم الصيادين أن الأسعار مقبولة لكن الربح غالباً ما يكون للتاجر وهذا معروف للجميع.

مّنْ يحدّد السّعر؟
وفي معرض سؤالنا عن الأسعار ومن يحددها إذ أنه من المعلوم والبديهي للجميع أن أسعار السمك بالصيف تكون مقبولة ومناسبة للمستهلك وهذا مالم نجده إذ أن جميع الأنواع كانت تفوق 3000 ليرة للكغ الواحد.
أجاب البائع سمير شحادة: الأسماك بأنواعها تقريباً موجودة والأسعار بالنسبة لنا نحن الباعة معقولة لكنها مختلفة متقلبة من يوم لآخر حسب الكميات المصطادة وحسب العرض والطلب وكما ترون يتراوح سعر الكغ الواحد من اللقس 3000-8000 حسب الحجم كذلك السلطاني 3500-6000 أيضاً حسب الحجم- القجاج3500-6000-الغبس3500… وأرخص نوع هو البلميدا (حجم كبير) إذ يبلغ الكغ الواحد منه(هبرة) 1300 ليرة الجراوي 4000-6000 ليرة إذاً كما ترون الأسعار يحددها المزاد ومن يعمل به والعرض والطلب حيث يتم و فور عودة الصيادين من البحر فرش السمك على الارض وليصنف حسب الحجم والنوع ويخضع لمزاد الباعة… دون أن يستطيع المواطن الشراء المباشر من الصياد.
– بدر صاحب محل: يوجد أنواع سكمبري- سلطاني- سردين- سمليس سرغوس بلميدا- (سردين 1000 ليرة) الغساني 3000 – بوري 3000 وطبعاً هذه الأسعار متغيرة كل يوم حسب الصيد والكميات…
وحول آلية وشروط حفظ السمك والمحافظة عليه ذكر الباعة أنه يتوجب علينا تغطيته وهو معروض بشرائح النايلون وقاية من الذباب وغمره بالثلج والجليد ليبقى طازجاً وطبعاً هذه الشروط مفروضة من التموين وكل من يخالف هذه الشروط تسجل بحقه مخالفة ويعاقب كذلك هناك عقوبات من البلدية إلى عدم الالتزام بالنظافة العامة وعلى هدر الماء الزائد.
وبالعودة غلى التموين للوقوف على سلامة السمك كونه مادة سريعة العطب أكد المهندس إياد جديد مدير التجارة الداخلية باللاذقية أنه وحرصاً على سلامة الغذاء والسمك بالتحديد وسلامة المواطن نقوم وبشكل دوري بمراقبة أسواق السمك ومحلاته وسحب العينات وتحليلها ولغاية الآن منذ بداية الصيف لم تحدث أي حالة تسمم من السمك ونؤكد يومياً على الباعة التقيد بشروط العرض والتسعيرة وخلال هذا الشهر تم تسجيل خمسة ضبوط أربعة منها لمخالفات تتعلق بطريقة العرض ( بدون تبريد) والخامس يتعلق بعدم التقيد بالسعر.

أما فيما يتعلق باستهلاك السمك فكانت لنا وقفة مع بعض المواطنين.
– السيد سامر قال: أنا حريص أن أطعم أطفالي السمك ولو مرّة في الشهر نظراً لقيمته الغذائية العالية ولكن في الصيف وكونه يكسب الجسم طاقة فوق طاقته فأنا أشتري كمية قليلة واستهلاكي له في الشتاء أكثر .
– السيد فادي نظراً لغلاء أسعاره وفوق قدرتي أستعيض عنه بالفروج أعرف أنه مفيد لكنني لا أقدر على شرائه وإذا ما اشتريت أشتري النوع الأرخص وغالباً نأكل السردين المعلب…
– السيدة عواطف: أنا أخاف من شرائه بالصيف وكوني لست خبيرة بالنوعيات والجودة فأعتمد على ذمة البائع وأشتري لكن ليس بكثرة وألاحظ أننا نحن سكان الساحل لا نعوّل كثيراً ولا نعتمد على أطباق السمك على موائدنا.
– السيد محمد نحن نحب السمك ونشتري ولكن نتحسر على الأنواع اللذيذة إذ أنها غالية جداً وليس بمقدورنا شرائها , نشتري النوع الذي يناسب دخلنا ويخف استهلاكنا له بالصيف علماً أنه ليس رخيصاً هذه الأيام ونخاف من عدم جودته أو حدوث تسمم لذلك نشتري بحذر.
وخلاصة الكلام لكل معاناته إن كان الصياد والبائع والمواطن المستهلك وهذا أكثرهم فهو يتفرج على أنواع السمك الفاخرة المرتبة اللذيذة وبحسرة دون أن يقدر على شرائها لأنها حكر لطبقة معينة فيذهب ويشتري النوع الأقل ثمناً حباً بأسر ته وحرصاً ألا يحرم نفسه وأسرته من هذا الطبق اللذيذ والمفيد.

آمنة يوسف

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار