مشقيتا.. عروس الينابيع والخضرة

العدد: 9396

الأحد: 28-7-2019

 

 المقومات السياحية موجودة والطمع بحسن استثمارها

45 سرفيساً على خطها وأقلّها موجود بالخدمة فعلياً!

زيادة مخصصات الفرن وخاصة في موسم السياحة

جمال طبيعتها وكرم أهلها جعل منها عروس السياحة، ومقصد الاستجمام في محافظة اللاذقية، التي تبعد عنها 23 كم، هي مشقيتا التي يقول مجلس الدراسات التاريخية بأن اسمها بالسريانية مشتق من الأراضي المروية وهي التي تميزت بكثرة ينابيعها، مثل عين الغسيل، عين خليل، عين الدلبة، الرامي، النبوعة، نبع تريكية، إضافة للآبار كجب العشار وغيره.
يقول الأستاذ إبراهيم جوني أستاذ التاريخ في القرية بأن الواقع التعليمي في مشقيتا عريق ومتطور حيث توجد في القرية مدرسة ابتدائية رسمية تم تدشينها عام 1299 هجري الموافق 1882 ميلادي حيث شيّدها العثمانيون باسم جامع في عهد حاكم اللاذقية (حمدي بوردو) حيث تقع هذه المدرسة وسط القرية وكان التعليم فيها حتى الصف الخامس وقد استمرت هذه المدرسة حتى منتصف الخمسينات حيث آلت إلى السقوط وتم استئجار غرف حول ساحة القرية من أجل التدريس وفي عام 1968 انتقل التعليم إلى البناء الجديد (البعث) وحالياً باسم الشهيد بسام الكارة.
أما الثانوية فقد أنشئت منذ عام 1945 من قبل جمعية خيرية في مشقيتا وترخيصها موجود بالجريدة الرسمية على يد عدد من الرجال المتنورين هذه الجمعية التي أسست 1945 باسم مدرسة البحتري التي تعاقب على إدارتها مجموعة من المعلمين وكان طلابها من ريف اللاذقية قاطبة أما مدرسيها فكان بعضهم من الأردن وفلسطين في عام 1952تقدم للشهادة الإعدادية 16 طالباً وعام 1960 تقدم 34 طالباً، بعد ذلك انتقلت المدرسة من الجمعية الخيرية إلى مديرية التربية وكان ذلك 1963 وسميت بمدرسة طرفة بن العبد ثم بعد ذلك باسم عدنان حسين وقد تحول بناؤها الذي كان وسط القرية إلى مستوصف يقدم خدمات عديدة لأهالي المنطقة ضمن الإمكانيات المتاحة، وهو مزود بسيارة إسعاف للحالات التي تستوجب النقل إلى المستشفى ويأمل سكان القرية زيادة الدعم لهذا المستوصف رغم أن مديرية الصحة تولي اهتمامها به والعمل أما المياه فقد كان أول مشروع مياه يقام في القرية يعود لعام 1957 حتى 1963 حيث تضخ المياه من بئر إرتوازي إلى خزان مياه تم بناؤه من أجل ذلك حيث تم ضخ المياه إلى المنازل ومجاناً.
*معالم سياحية
ومن المعالم الهامة في مشقيتا البازار الذي كان عبارة عن سوق تجاري تبادلي لسلع اقتصادية في الفترة بين عامي 1940 حتى العام 1982 حيث كان لهذه السوق دور اجتماعي على صعيد تبادل العلاقات كما السلع حيث كان يحوي هذا السوق على أدوات منزلية- مواشي- كما وأدى وجوده إلى إنشاء حرف عديدة، مورست بوقتها وكان لها مردود اقتصادي تعتاش منه الأسر.
أما على صعيد السياحة: فيوجد في القرية كل مقومات السياحة وذلك نظراً لطبيعتها الجميلة التي أضفى عليها وجود البحيرة جمالاً فوق جمالها ولها إطلالة شمالية على البحر وشرفة جنوبية على وادي النهر الكبير الشمالي وامتدادها إلى غابات خربة سولاس وسد 16 تشرين أطلق فيها الكثير من المشاريع السياحية حيث يوجد عدد من المطاعم المصنفة سياحياً إضافة لوجود سياحة ومطاعم شعبية والكثير يذكر عدداً من المسلسلات
التاريخية التي تم تصويرها فيها وعلى مدى الصيف يوجد الكثير من الرحلات من خارج المحافظة التي تقصد مشقيتا لإقامة المخيمات المتنوعة كقربها من السد خاصة وأنها محاطة بغابات السنديان والبلوط، مثل غابة الشيخ أيوب وغابة النبي نوح، يبقى أن نقول بأن كل مقومات السياحة موجودة ويبقى أن تلعب السياحة دورها في إقامة مشاريع تكون أكثر جاذبية للسياح.
مشقيتا القرية الجميلة على بوابتها الواسعة وشارعها الرئيسي الذي يعتبر سوقاً تجارياً بامتياز توزعت المساكن الحديثة بشكل معماري متناسق حيث شهدت القرية نهضة عمرانية واسعة ومن يتجول فيها سيجد عيادات الأطباء والصيدليات ومحلات الألبسة والمهن بكافة أنواعها دون أن يعنى ذلك وجود بعض المطالب الخدمية.
مطالب خدمية
-العمل على إقامة مشروع كورنيش قرب خزان المياه الذي يشكل نقطة رائعة عبر إطلالة على سد 16 تشرين مباشرة وهو الأمر الذي سيكون له تأثير إيجابي على صعيد حياة السكان وتشجيع حركة السياحة التي نحن بأمس الحاجة لها.
– أما النقل فيعد مشكلة حقيقية يعانيها سكان القرية وهي معاناة يومية يلاقيها طلاب الجامعة والموظفون فالرغم من وجود 45 سرفيساً على الخط فإن العدد القليل منهما يعمل فعلياً لكون العدد الأكبر مرتبط بعقود وهو ما خلق أزمة نقل أدى إلى عدم استقرار سكان القرية التي لجأ العديد منهم إلى السكن في المدينة.
أما فيما يخص المدرسة فالأهالي يأملون بناء مدرسة جديدة للحلقة الأولى لإلغاء نظام الدوامين إضافة إلى أن مخصصات الفرن الموجود في القرية والذي يخدم القرية والمزارع التابعة لها لم تعد تكفي للجميع، مما يتسبب بازدحام كبير على الفرن بشكل يومي وهو ما يتطلب زيادة تلك المخصصات لحل هذه المشكلة، كما وطالب الأهالي بقيام البلدية بتزفيت الشوارع الفرعية والزراعية في القرية وأخيراً:
وأخيراً فإن قرية مشقيتا تحوي على بلدية بعد أن كانت تتبع لبلدية عين البيضا منذ الخمسينيات التي انفصلت عنها 1984 بمخطط مصدق 1978 والتوسع فيها كان بعام 2002 ويتبع لها عدد من المزارع والتوسع الأكبر كان عام 2017.
ونختم بالقول بأن جمالية هذه القرية وما تملكه من مقومات سياحية وتجارية وما شيّدته من نهضة عمرانية تستحق أن تكون مطالبها محط الاهتمام.
حتى لا يصل المواطن فيها إلى مقولة أنه لا عاش في المدينة ونسي الضيعة.

أميرة منصور

تصفح المزيد..
آخر الأخبار