يــــــــوم في دويــــــــــر بعبــــــــــدة…تزاحم الجبال بشموخها… مزيج من الحداثة والعراقة
العدد: 9396
الأحد-28-7-2019
تنفرد بجمالها وعبقها وآلامها، عُجن ترابها بدماء شهدائها، تزاحم الجبال بشموخها متجذرة على عرش الجمال فوق جبل بارتفاع 620 م عن سطح البحر وتنبسط أمامها سهول اللاذقية وجبلة وبانياس كلوحة فنية ناطقة ليطل البحر عليها بإطلالته الجاذبة والساحرة.
قرية دوير بعبدة تتبع لناحية القطيلبية التابعة لمدينة جبلة، وتبعد عنها حوالي 20 كم، لها إطلالة سياحية على الأودية من واجهتي الجنوب والشمال، وعلى جبل الدالية من الشرق، وعلى البحر من الغرب، وتتميز بشتاء بارد وصيف معتدل.
مدينة مصغرة
العابر في سبيلها يجدها مدينة مصغرة بأجواء قروية رائعة، تمزج بين الحداثة والعراقة، فتكثر فيها البيوت الطابقية، وشهدت نهضة عمرانية واسعة، كما تكثر فيها الورش والمهن والمحلات التجارية في سوقها التجاري المتوضع في مركز القرية، وتكثر فيها زراعة الزيتون والتفاح والأشجار المثمرة بكافة أنواعها وزراعة التبغ والخضراوات، وتنتج أرضها الكثير من الخيرات، ويعد طريق القرية طريقاً رئيسياً لعدة قرى مجاورة من بعبدة والدالية ووادي القلع وغيرها.
خدمات جيدة
ونظراً لأهمية وروعة هذه القرية نالت نصيباً كبيراً من التطور والاهتمام من قبل الجهات الرسمية، وبعد لقاء رئيس البلدية المهندس حسين الموحد والذي شرح للوحدة إن ما يتوافر في هذه القرية قد لا يتواجد في قرى عديدة إذ يوجد فيها مركز صحي من أقدم المراكز الصحية في المنطقة ومزود بسيارة إسعاف ومركز للكهرباء ووحدة إرشادية ومركز ضخ للمياه وبريد ومقسم هاتف والعديد من الصيدليات والعيادات الطبية وتتوفر فيها كازيتان وفرنان، أما في القطاع التعليمي يقول الموحد: في القرية مدرسة حلقة أولى الشهيد حمزة جديد ومدرسة الشهيد فايز كرداوغلي وبكتلتين للإعدادية والثانوية وتخرج منها الكثير من الشهادات لدرجة لا يخلو بيت في القرية من شهادة جامعية أو أكثر وهناك العديد من أبنائها الذين تركوا بصماتهم داخل الوطن وخارجه ويتابع الموحد وبذلك تتميز دوير بعبدة بجمالها الرباني والتطور الخدمي حيث وصلت نسبة تخديم الصرف الصحي إلى 80 بالمائة والباقي نسعى بأقصى طاقتنا لإكمال المشروع لأنه ضرورة قصوى للقرية وخصوصاً مدخلها الرئيسي من الكشفة إلى العقيبة في دوير بعبدة علماً أن الدراسات جاهزة وبقي التمويل فقط ، ولقد تم تأمين القرية ببوابات انترنيت وتأمين آلية قلاب شاحنة لنقل القمامة من دوير بعبدة إلى مكب البصة، وفتح مكتب لذوي الشهداء والجرحى يقوم بتقديم كافة التسهيلات الممكنة وفق الإمكانات المتاحة، وفيما يتعلق بالاعتمادات والموضوع المالي قال رئيس البلدية: تعاني القرية من نقص في هذا الموضوع بسبب الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد، أما قطاع النظافة فتابع الموحد: الأزمة الحالية أدت إلى نشوء أزمة في الوقود وخصوصاً المازوت وغلاء قطع التبديل للآليات والبعد الكبير لمكب البصة حيث يبعد أكثر من 55 كم عن القرية ومع ذلك ملتزمون بترحيل القمامة علماً أنه لا يوجد سوى عامل نظافة واحد فقط. مع أهالي القرية
خلال تجوالنا في (حارات) القرية حاولنا الاستفهام عن سبب التسمية بدوير بعبدة ولكن لم نتوصل إلى جواب أكيد فالبعض يقول نسبة إلى كثرة دور العبادة فيها على امتداد العصور والبعض الآخر يقول إنه كان يوجد فيها دير عندما احتلها البيزنطي وبنى له دير فيها.
وعند سؤالنا عن حال القرية كانت الأجوبة:
&* نسرين: تتميز القرية بساحتها (المرجة) التي اعتادت على لم الشمل وخصوصاً في الاحتفالات الشعبية والوطنية، فكانت تكثر فيها الدبكات والطبول وتجتمع القرى المجاورة للمشاركة بأفراحنا.
* محمد يقول في القرية مبادرات شعبية جميلة تساهم في الق القرية وأياد بيضاء وجمعيات تساعد في تطويرها.
* بعض النسوة أشرن إلى نبع العسل وقد اعتدن الذهاب إليه كل يوم لأنه يشفي من الأمراض لشدة عذوبته ونقاوته.
وكثرة الشكوى على موضوع النقل إذ أشار البعض إلى ضرورة دعم القرية بوسائط نقل وخاصة وقت الذروة، وتسريع شبكة الانترنيت.
في حين كان الهم الأكبر لمن التقيناهم مشكلة الصرف الصحي لبعض الحارات فهناك البعض لا يملك أرضاً حتى يحفر فيها فمياه الصرف بعد (الكشفة) تجري على الطريق وتم وعدهم من قبل الخدمات الفنية ولكن على الوعد يا كمون وكل عام يقولون هذا العام، ولفت البعض إلى ضرورة تعديل المخطط التنظيمي للقرية بما يتناسب مع واقع الحيازات الصغيرة للعقارات وتخفيض عرض الشوارع.
ورغم هموم البعض يبقى لزيت وزيتون وخبز القرية طعم آخر، ونتمنى من الجهات المعنية أن تنهض بباقي القرى كما الحال في دوير بعبدة فريفنا الجميل يستحق ويستحق.
تغريد زيود