العدد: 9396
الأحد-28-7-2019
ثمان سنوات كانت كافية لتجعل من نبتة القطن في سهل الغاب سنديانة شماء تعانق فروعها سماء الوطن وتضرب أصولها بالجذور في أعماق أديمه.
ثمان سنوات جعلت من أطفال السهل رجال الصعب المخضبة جباههم بحنة التراب والبارود، على أعتاب أقدامهم توقف مد الرعب الأسود وتكسرت مخالبه فنفث نار حقده قذائف وصواريخ حاكوا بحديدها وألمها قصص الصمود وعزفوا بصفيرها وهديرها قصيد الرسوخ وبدمائهم وأجداثهم ارتَقَوا بالسياج منيعاً فما هانوا ولا لانوا، ثمن الصمود غالٍ وهم الجوادون الباذلون واستحقاق الثبات عظيم وهم أهله وصنو عظمته.
قصة أخرى ينسجها الألم على نول سهل الغاب الصامد، مدرك ومعتز ضاهر أخوان تشاركا معاً درب الحياة والعمل وشاء قدر الحرب أن يتشاركا درب الشهادة، صاروخ غادر أرسله غربان الموت خلف خط المواجهة استهدف سيارتهما التي كانت تضج بتغريد ثلاثة أطفال في المقعد الخلفي، قمر وديالا ابنتا معتز ودانيال ابن اخته، ارتقوا جميعاً وتضافرت الدماء فوق صفيح الوطن لأن الصمود غال وهم الجوادون.
مدرك ومعتز افتتحا قبل أيام من شهادتهما صالة حاولا من خلالها أن يشعلا للفرح في عتمة الدخان والبارود شمعة لكن أنفاس الحقد والغيلة كانت إلى إطفائها أسرع فمن استبدل براية الوطن قماشاً أسود ليس للفرح والحياة في تفكيره الأسود وجود.
أثناء تصفحي على الشبكة العنكبوتية لصفحات ما يسمى (لجان حقوق الإنسان في سورية) لاحظت ورود أسماء الشهداء الخمسة مضافاً إليها عبارة: السبب قصف مجهول المصدر! نعم السبب قصف لكن مصدره مبني للمجهول بإرادة الأدوات الإعلامية التي استمرأت الكذب والتضليل والبناء للمجهول على مدى سنوات الحرب لكن معلوماً واحداً واضح جلي تبنيه سواعد رجال الشمس في جيش المجد ويؤكده شعب صامد ثابت ثبات الراسيات خلف جيشه، شمس سورية تشرق من جديد رغماً عن كل خفافيش الظلام.
سنديانة الصمود الشماء في سهل الغاب التي تعانق بشموخها سماء الوطن زادت فروعها خمساً مدرك ومعتز وقمر وديالا ودانيال إلى أرواحكم الطاهرة سلام الله وسكينته.
شروق ديب ضاهر