عين بسنادا تتوسد التاريخ

الوحدة : 19-3-2025

ذُكرت عين بسنادا بكتب التاريخ ووثقت وصُنفت ضمن الآثار العالمية، وذكرها أحد الرحالة الأجانب منذ العهد القديم (لا توجد عين ماء متميزة بنقائها وطيب مائها تنبع من مغارة محفورة في الصخر مثلها).

في زيارتي لها أحد المرات حدثني عنها جارها أبا يوسف نعيسة: هي من أهم معالم القرية ونسيجها المعماري يجذب الزوار والسياح، ماؤها مقدس فيه ماء الحياة والشباب، فكل من شرب منه لم يصبه المرض يوماً، ومازلت إلى اليوم أحضر الماء منها للشرب كل صباح، فالماء فيها جار ويتدفق رقراقاً من مغارة منحوتة بالصخر بعمق عدة أمتار لتملأ حوضاً نصف دائري بعمق يتجاوز المتر والنصف وينزل إليه عبر درج حجري يصلها ب٢١ درجة من الحجر، وتنفذ منها ثلاث قنوات وعلى بعد ٤٠٠ متر بخط نظر تسمى عين شاروب، وفي جهة أخرى عين صلوتين، أما الأخيرة فقد ردمت بأعمال الطرقات.

لقد كانت العين مقصداً للنسوة يتسلين ويقمن ببعض الأعمال من غسيل وجلي، لكن مياه الصنابير أغنتهن عن قصد العين إلا للتنزه بين حين وحين.

منذ أعوام قليلة تم تسويرها بالحديد وترميمها وإعادة تأهيل العين من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع المحافظة ومديرية الآثار والمتاحف تحت مبادرة (بيئتنا نظيفة)، وقد استاء أهل القرية من تبديل الحجر بغير لونه وبعض التفاصيل واعتبروه تشويهاً، فتوقفت الأعمال وتركت العين على حالها.

وتصل كروبات سياحية كثيرة إليها، ويرتادها أهل جمعية أرسم حلمي ليقوموا ببعض النشاطات الفنية. وفيما مضى كانت تزورها قوافل طريق الحرير بتجارها من حلب والقامشلي ودير الزور والعراق أيضاً، حيث أوصوا بقصد العين ليحملوا ماءها معهم كأي بضاعة، ماء سلسبيل يروي الجسد وينعش القلب.

 

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار