رقــم العــدد 9393
الثلاثاء 23 تمـــــــــــوز 2019
أكد المهندس أحمد محمد رئيس دائرة زراعة جبلة بأن الحالة العامة لموسم الزيتون في منطقة جبلة متفاوتة ما بين الجيد والوسط وذلك وفقاً للموقع فبينما تكون حالة هذا الموسم جيدة قرب الساحل فإن تأخر الإزهار وموجات الحر التي حدثت خلال الإزهار في المناطق الجبلية قد أدى إلى انخفاض العقد وبالتالي إلى تقليل الحمل مقارنة بالمناطق الأخرى.
ولفت رئيس الدائرة إلى أن ثمار الزيتون وصلت حالياً إلى مرحلة ما بعد الطور اللبني (تخشب البذرة) متوقعاً وصول إنتاج المنطقة من الزيتون خلال هذا الموسم إلى نحو 54853 طناً علماً بأن العدد الكلي لأشجار الزيتون في المنطقة يصل إلى 3978744 شجرة فهناك 3219327 شجرة مثمرة.
وفيما سجل هذا الموسم إصابة الزيتون بمرض عين الطاووس الذي أصاب العديد من المناطق فقد أشار رئيس الدائرة إلى العمليات الزراعية التي تابعتها دائرة زراعة جبلة ضمن خطط مديرية زراعة اللاذقية لمكافحة هذا المرض والتي شملت تنفيذ حملة في فصل الربيع لمكافحة المرض شملت توزيع الجرارات على الوحدات الإرشادية في مناطق الإصابة بالمرض (الأودية والمنخفضات) وذلك بعد توزيع مديرية الزراعة هذه الجرارات على دوائر الزراعة في المناطق ومنها دائرة زراعة جبلة وقد استمرت هذه الحملة طيلة فترة الإزهار لتتوقف بعد العقد وذلك بعد الارتفاع الذي حصل على درجات الحرارة والذي يساعد على مكافحة هذا المرض ويتيح إمكانية الاستغناء عن الرش.
وقال رئيس الدائرة أن التعامل مع مرض عين الطاووس يستدعي وإلى جانب المكافحة المذكورة اتباع جملة من الإجراءات التي تخفف من حدة هذا المرض أهمها تقليم الشجرة بشكل جيد وبشكل يسمح بدخول الضوء والبذار إلى داخل الشجرة ومكافحة الأعشاب الموجودة تحت الشجرة وذلك بغية تقليل عملية تبخر الماء وزيادة نسبة الرطوبة حول الشجرة وحراثة الأرض لتهوية التربة بشكل جيد ومن ثم إجراء التسميد المتوازن الذي يعطي الشجرة بنية قوية قادرة على مقاومة الأمراض والآفات والمكافحة الكيميائية التي يجب أن تتم من خلال إجراء رش الأشجار بمادة النحاس في فصل الخريف وبمادة التوبسين قبل فترة الإزهار.
وفيما أشار رئيس الدائرة إلى أن فترة قطاف الثمار ستبدأ في شهر تشرين الأول المقبل وذلك مع وصول نسبة تلوث الثمار إلى ما بين 60- 70% مقدماً النصح للفلاحين بإجراء عملية ري تكميلي للأشجار حالياً وبوضع المصائد الخاصة بمكافحة ذبابة الزيتون وفي حال تطور الآفة (زيادة المجتمع الحشري) إجراء الرش الجزئي بالطعم السام مشيراً إلى قيام الدائرة حالياً بمتابعة تلك التوصيات لمكافحة الآفة وذلك من خلال الندوات الإرشادية على مستوى القرى التي تتبع لنطاق عملها مشيراً إلى أنه يتم ومن خلال هذه الندوات التعريف بمرض ذبابة الزيتون وأخطاره والأضرار التي يسببها على الثمار وعلى نوعية الزيت وبالتالي على الناحية الاقتصادية، مؤكداً أن مكافحة هذه الآفة والتخلص منها يستوجب اتخاذ جملة من الإجراءات التي تتضمن نصب مصائد على الأشجار وبمعدل 3-5 مصائد في الدونم الواحد والرش الجزئي بالطعوم السامة في حال تطور المرض.
وأما عن وضع محصول الزيتون من وجهة نظر فلاحية فقد أفاد محمد حسن من رابطة فلاحي جبلة بأنه أقل من مستوى طموح الفلاح وذلك نتيجة للأمراض التي أصابته بفعل الظروف الجوية التي سادت خلال هذا الموسم وارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج والعمليات الزراعية الخاصة بخدمة هذا المحصول بمختلف مراحلها، داعياً إلى التقليل من هذه التكاليف ودعم الفلاح في تأمينها ولاسيما من النواحي المتعلقة بالأدوية الزراعية التي يحوي السوق على الكثير من الأنواع المهربة والقليلة الفعالية والتي تباع من خلال الصيدليات الزراعية التي باتت تتحكم بالفلاح ومصدر رزقه من خلال هذه الأدوية التي شدد رئيس الرابطة على ضرورة قيام وزارة الزراعة و من خلال الوحدات الإرشادية التي تنتشر على امتداد قرانا والتي تحتوي على الكثير من الفنيين الزراعيين بلعب دور مهم في هذا المجال لاسيما وأن غياب هذا الدور يثير الكثير من التساؤلات ليس على صعيد محصول الزيتون وإنما على باقي أنواع المحاصيل الزراعية.
واختتم حسن بالدعوة إلى توفير الدعم اللازم للفلاح وذلك بغية تحفيزه على الاستمرار في العملية الزراعية التي تشكل المصدر الأساسي لمعيشة الفلاح والركن الأساسي في توفير احتياجاتها من الكثير من السلع والمواد الغذائية وذلك بجودة عالية وأسعار مقبولة مؤكداً أن من يتابع حال الأسواق والمستوى المقبول لأسعار المنتجات الزراعية فيها يجد بأن عرق الفلاح هو وحده الذي يوفر لنا احتياجاتنا بالأسعار المقبولة ويخفف من حجم فاتورة استيرادنا بما لذلك من أهمية على صعيد دعم اقتصادنا الوطني.
نعمان أصلان