رقــم العــدد 9393
23 تمـــــــــــوز 2019
لايكاد يمرّ أسبوع إلاّ ونقرأ خبراً يتعلّق بضبط معمل يصنّع مواد غذائية مخالفة أومنشأة لتزوير تواريخ مواد غذائية معلّبة منتهية الصلاحية أو حتى وصل الأمر إلى تصنيع أختام ( دمغة ) للذبائح خارج المسلخ البلدي لدمغ لحوم غيرصالحة للاستهلاك البشري.
قضايا الغش والتدليس والتزوير بالتأكيد كانت موجودة على مر الأيام ولكنها لم تكن بهذا الانتشار المُرعب ، وأيضاً لم تك تقترب من المواد الغذائية التي تتعلق بصحة البشر ، اليوم نجد أن أسرع وسيلة لجني الربح السريع هو الغش في المواد التي تتعلق بالغذاء كونها الأكثر طلباً في الأسواق . قد يقول قائل إنّ الحرب أفرزت فئة لا عمل لها وتحترف وتخترع أساليب للغش لم تنزل لابقاموس ولا بسلطان ولم يعهدها مجتمعنا من قبل ، هذه الفئة تجرأت على العبث واللعب بحياة الناس بتسميمهم عبر ما يتناولونه من طعام ، فأيّ دين وأيّ أخلاق وأيّ عادات وأيّ تقاليد تسمح بمثل هكذا غش ؟ هؤلاء بالتأكيد هم أخطر من الأعداء الذين يدمّرون الحجر ويقتلون البشر ولا يمكن أن يصنفوا إلاّ في خانة الأعداء ،أمّا من يعيش بيننا ويعمل على قتل طفل أو جار أو كهل فهو لعمري ليس من طينة البشر ولا حتى الحيوانات تقبل به أن يصنف منها .ألم يفكّر هؤلاء بأنّه يمكن لابن أحدهم مثلاً أن يتناول من هذه المادة أو تلك ممن صنّعها غشاً ويمكن أن تقتله أو تسممه من أجل حفنة من المال الحرام . ولا يسعني أن اختتم زاويتي إلاّ بقول الشاعر أحمد شوقي :
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.
. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا .
منير حبيب