مداخلات جامعة تلبي تطلعات السوريين ضمن لقاء اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني مع فعاليات اللاذقية
الوحدة :19-2-2025
قدّم العديد ممن حضر لقاء اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني مع فعاليات اللاذقية مداخلات جامعة شكلّت بمجموعها عناوين وطنيةهامة، مستلهمين تطلعات ورغبات السوريين بحرية ومسؤولية عالية.
ومن جلسة الحوار المشار إليها سجلنا المداخلات التالية:
* الشيخ الدكتور خالد كمال قال: يعدّ هذا اللقاء الحواري مهماً لجهة أنه يضم مثقفي ونخب محافظة اللاذقية، وهو تجربة جديدة للشعب السوري فنحن بحاجة للتمرين على الحوار والفكر والسياسة، وطرق بناء الدولة الجديدة، وترك ما تبقى من أثر الحكومات الديكتاتورية التي عانى منها الشعب السوري للانتقال إلى حكومة ديمقراطية، مدنية تعددية، يشارك فيها كل أبناء المجتمع السوري وممثلي منظمات المجتمع المدني بكل مكوناتها، لذلك أجد هذه التجربة الحوارية فريدة تحتاج إلى تكرار في القريب العاجل، فليس أجمل ولا أرقى من لقاء أبناء الوطن ليتحاوروا بشكل حضاري وبنّاء ويتداولوا الأفكار تحت سقف الوطن.
* الشيخ هادي قنجراوي: لعل أبرز سمة لهذا الاجتماع الحواري اليوم هو الحرية في إبداء الرأي، وهنا أؤكد أن كل الأفكار يجب أن تراعي الخصوصية السورية وفي مقدمتها السلم الأهلي وسيادة القانون، فأبناء سورية كانوا على الدوام صمام أمان لبلدهم وهذا ما لمسناه في هذا الاجتماع، وأكد على ضرورة إطلاق الأسرى المعتقلين من السجون.
* الدكتور أوس عثمان ركز على أهمية العدالة الانتقالية وأن هذه العدالة يجب أن تكون محكومة بالقانون، وأن توقيف أي شخص يجب أن يكون بموجب مذكرة قضائية وادعاء شخصي، وشدد على وحدة الأراضي السورية وحقوق المواطنة وأن التكليف بالمهام يجب أن يكون محكوماً بكفاءة وليس بأي شيء آخر، وأشار إلى أهمية أن تسود أجواء التسامح في هذه المرحلة من أجل بناء سورية الجديدة.
* رجل الأعمال جميل الحجي من ناحية سلمى باللاذقية ومن المؤسسين للقبة الوطنية السورية عدا عن كونه مشاركاً في عدة مؤتمرات في قطر والقاهرة، قال: سعيد جداً بعملية إطلاق هذا النوع من الحوار، فمن خلال التجارب التي عشناها في البلاد الديمقراطية سواء بأوروبا أو غيرها حيث عشت التجارب السياسية من على مقاعد الجامعة وشاركت بتأسيس حزب مهم بأوروبا، واليوم أجد أن انطلاق هذا الحوار المبني على القاعدة الشعبية هو فرصة مهمة لإطلاق حوارات لاحقة خاصة وأن هذا الاجتماع يعد انطلاقة قوية مبنية على وعي جمعي بأن هذه البلاد هي للسوريين جميعاً، وبأن المكتسبات التي نحصل عليها هي لكل فرد، وأضاف: أجد هذه التجربة جيدة لخلق قاعدة سياسية مهمة جداً للنهوض بسوريا الحديثة.
* الشاب محمد هيثم شيخ إبراهيم (طالب في كلية الطب البشري وحائز على دبلوم ومستوى متقدم في التفاوض وحلّ النزاعات من جامعة جورج ميسن الأمريكية) قال: كشاب سوري عشت تجربة القصف والنزوح بكل تفاصيلها على مدى ١٣ عاماً، كما عاشها الآلاف من الشباب السوريين، أرى أن هذه التجربة القاسية لم تكن مجرد معاناة، بل كانت أيضاً درساً عميقاً عن قيمة الأرض والوطن، وأهمية أن يكون لنا نحن الشباب دور حقيقي في تحديد مستقبل بلدنا، فاليوم، ونحن نجتمع في إطار الحوار الوطني، لا يمكننا الحديث عن مستقبل سوريا دون الحديث عن الشباب الفئة الأكثر تأثراً بهذه الحرب، حيث فقدت هذه الشريحة سنوات من التعليم، وشهدت انهيار أحلام كثيرة، لكنها أيضاً الفئة القادرة على النهوض بسوريا من جديد، وأكد الشاب محمد أنه ورغم التحديات، لا يزال هناك أمل، فهناك شباب يؤمنون بسوريا جديدة قائمة على العدل والمساواة، وتتسع لجميع أبنائها دون تمييز، ونحن كشباب سوري لا نريد أن نكون مجرد متفرجين، نريد أن نكون جزءاً من الحل، وأن نشارك في وضع السياسات، وبإعادة إعمار بلدنا، وصياغة مستقبل يضمن لنا حقوقنا ويفتح أمامنا آفاقاً جديدة، وختم حديثه متسائلاً عن الضمانات التي يمكن تقديمها حتى يكون الشباب جزءاً فاعلاً في هذا الحوار، وليس مجرد مستمعين؟.
كما تطرقت معظم المداخلات من المشاركين لمواضيع السلم الأهلي وضمان الأمن والأمان، واسترداد الحقوق وعدم المحاصصة وتفعيل المواطنة بمفهومها الصحيح، وضمان الحريات العامة وحرية الرأي من دون قمع، ودعم قطاعات التعليم والإعلام والزراعة والصناعة.
هذا وقد ركزت الجلسة على ستة محاور أساسية، تبدأ بمحور العدالة الانتقالية، ومحاسبة المتورطين، وتحقيق التصالح المجتمعي والسلم الأهلي، ومحور البناء الدستوري لضمان صياغة دستور يعبر عن تطلعات السوريين، ومحور إصلاح وبناء المؤسسات لتعزيز كفاءة الحكومة وأجهزة الدولة، ومحور قضايا الحريات الشخصية والعامة، ودور الحياة السياسية في مستقبل سورية، ومحور حول دور منظمات المجتمع المدني في بناء وتأسيس المرحلة الانتقالية، ومحور يؤكد على المبادئ الاقتصادية العامة التي ينبغي أن يكون عليها شكل النظام الاقتصادي في سورية.
ياسمين شعبان