من صدى الأحاديث

العدد: 9393

الثلاثاء23-7-2019

 

في كثير من جلسات المعارف والأصدقاء والأقارب، قد ينشأ تفاهم أو عدم اتفاق حول مسألة ما أو قضية معينة، ويكون مثل هذا الاختلاف عند البعض دليل النشاط والموضوعية في نقاش الجلسة، ومطرحاً لعرض المعلومات والأفكار، أما عندما يتكرر هذا السلوك ويصبح عادة وطبيعة مستمرة عند المرء، عندئذ يبدأ السير في الاتجاه غير الصحيح، نحو السلبية لا الإيجابية، إلى الخسران لا التوافق، والوصول بالنقاش إلى طريق مسدود، دون حلول ونتائج.
تاريخ من الليالي والنهارات يمضي في دائرة من الضيق عبر مرور الزمن، وإحساس بقسوة العيش تثقل الكتفين وتملأ الجيوب بالتعب والإفلاس، في خضم هذا القلق وتلك البعثرة لابدّ من محاولة البحث عن حل أو عمل أو مشروع يستشرف صورة لمستقبل عيش أفضل.
صار الأمل لدى الكثيرين اليوم، على لسانهم صلاة وتضرعاً، وللقلب والعين هوىً وتضيق بالعقل فسحات المكان.
من المغامرة والتسرع الآن أن يحلم المرء بتلك الطمأنينة الآمنة استبشاراً بخطب المتنفذين في أمورهم وقضاياهم، أو يصدقوا وعودهم بإشاعة الرخاء ودفء الجيوب أو أن يقنعوا أن المهيمنين بوضعهم المادي يشعرون أن الأرض تكفي لأهلها، وأن ما يصرف على ما تخربه أيديهم يسدّ حاجة الآخرين وعوزهم..
الإسراف في هدر رؤوس الأموال وغيرها من الخيرات في غير أماكنها النافعة وصناعة القتل والدّمار، كل ذلك لابدّ من كبحه في صالح خير العموم، ذلك أمر يتطلب فضيلة التّخلي عن الحماقات وتكريس جملة مدارك من الوعي والتحضر، وحتى يرتقي هؤلاء إلى مثل هذا الوعي، يليق بالبشرية ألا تنام وتنتظر، عليها زرع الوعي والتربية الحسنة والقيم الخيرة، ونثر بذور المحبة والوئام في تربة الأجيال القادمة.

بسام نوفل هيفا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار