الوحدة: ١٤-٢-٢٠٢٥
ماء السماء في انصباب وانكباب، والناس تتراكض في الطرقات وتقطع معابرها بمظلات أو دونها بمعاطف وقمصان، فقد فاجأها سيل السماء بعد أن تلبدت بأكوام من الغيوم وتزاحمت فيها بلا انقشاع، رافقتها ريح تطايرت بهاالأوراق وانقلبت أبدان المظلات لتفتح صدرها للسماء بتراتيل ودعوات (الله يبعت الخير)، كما قالت السيدة أم مهدي التي تبللت ثيابها وغسلت وجهها حبات المطر: طال انتظارنا للمطر حيث دعاء الاستسقاء طال منا الليل والنهار مضى كانون أول وثاني وقد ظننا فيهما صيفاً من شمس انقشعت لها غيوم السماء والأرض تشققت في جفاف، والحمد الله على هبته المباركة.
* نسرين طالبة جامعية، كانت تركض خلف مظلتها التي انفلتت من يدها وانفكت على الرصيف، وكنا نقابلها بالمسير لنمسكها ونعيدها لها فأشارت بأن المطر خير وبركة وقالت: لكن لو انتظرنا قليلاً ريثما دخلنا أبواب الجامعة، لقد كُسرت المظلة وطارت من يدي وتبللت فالريح هوجاء والمطر كثيف، ولم نعد نرى أمامنا الطريق، حتى أن السيارات ترمينا بالماء الجارف أمامها، لنقول: الله كريم.
يبدو أن الشباب غير الصبايا، لا يهم كما قال سليمان طالب اقتصاد وهو يرفع شعره بيده بتسريحة وتسبيل: الحمد لله مطر، الأرض عطشى ونحن في غمرة الشتاء، أكيد نتوقع هذه الأمطار الغزيرة والبرد وكنا قد شاهدنا النشرة الجوية على الفيسبوك، وتهيأنا لها، لكن لم تكن توقعاتنا بحجم ما رأيناه اليوم (الله يبعت الخير).
هدى سلوم