عندما تتشقق صفحة الشبكية

الوحدة: ٧-٢-٢٠٢٥
هي ظاهرة شديدة الإزعاج، لكنها لا تمثل خطراً يذكر على صحة العين.
فحين يركز أحدنا على ورقة بيضاء أمام ناظريه يشعر كما لو أن لطخة معتمة أو نقطة أو خطوطاً تتراقص أمام عينيه، وتكون في بعض الأحيان مثل شبكة العنكبوت تنزلق نحو حقل الأبصار، فتتراقص الأشياء أمام النظر، مثل أجسام سابحة أو ذبذبات طائرة. وهنا يعني أن الأشياء الوهمية السابحة في حقل الرؤية تظل متعددة الأشكال.
ولا يرى الأطباء ضرراً منها حين يتعلق الأمر بواحدة أو اثنين منها، إذ سرعان ماينسى الشخص وجودها، غير أن تعددها واستمرارها لفترة طويلة يمكن أن يشكل إزعاجاً غير محتمل يدفع الشخص إلى طلب مشورة الطبيب الذي يشخّص سبب الحالة وماهيتها.
ومن المعروف أن العين تمتلئ بمادة جلاتينية تدعى السائل الزجاجي لإبقاء مكوناتها بهيئة كرة، وهذه المادة شفافة تسمح بمرور الضوء حتى الشبكية التي تلتصق في قعر كرة العين، وحين يصل الشخص إلى سن الخمسين أو حتى قبل ذلك بقليل، وخصوصاً عند المصابين بقصر النظر، يصاب السائل الزجاجي بتغير في كثافته، ما يجعله ينفصل عن الشبكية فينتج عنها نقاط مضيئة، يشعر بوجودها المصاب من حين إلى آخر.
وخلال عملية الانفصال هذه تظهر عناقيد ليفية على قوائم السائل الزجاجي تكون مسؤولة عن هذه الأجسام الطائرة في حقل البصر.
إذ يشاهد المصاب في حقيقة الأمر ظلال هذه العقد وقد انعكست على الشبكية، ومع ذلك لايتوجب القلق من هذه الظاهرة على الرغم من انفصال السائل الزجاجي عن الشبكية، حيث تبقى الظاهرة عادة ضمن نطاق التغيرات الفيزيولوحية التي يصادفها الجسم حين بلوغ سن الخمسين، وتبعاً لمخزونه للمادة الوراثية، وبخلاف ذلك فإن مابعد مدعاة للقلق هو أن يحدث تشقق ما في صفحة الشبكية ناجم عن عدم تطابق السائل الزجاجي معها، أو حين انفصال هذا الأخير عنها في ذلك الوقت يؤدي النزف الميكروسكوبي، إن لم يعالج في الوقت ذاته، إلى احتمال انفصال الشبكية ذاتها وهي من أعقد مايمكن أن تواجهه العين من إصابات ويصعب علاجها.
لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار