العدد: 9284
4-2-2019
وأنا في طريقي أمام محل لبيع الخضار والفاكهة لم أرفض طلب ابني شراء كيلو غرام من الكيوي وبعد أن اشتريته تذكرت ـ على الرغم من أنّ ذاكرتي ضعيفة ـ حادثة تعود إلى ما يزيد على ربع قرن مضى، عندما كنّا بأحد المطاعم ووقتها كان على الطاولة من الطعام ما لذّ وطاب، يومها كان معنا أحد الزملاء الذين يأكلون بشراهة اللذيذ وغير اللذيذ بحيث يسهّلون على عامل تنظيف الصحون مهمته ووقتها كانت فاكهة الكيوي غير معروفة كما اليوم لسبب إنها جديدة في سورية ومرتفعة الثمن يومها، وأتذكر أن الطاولة يومها تزيّنت بصحن كبير من الفاكهة وكان بينها حبات من الكيوي مقطعة بلا تقشير، وكان صاحبنا قد غرق في الأنواع المعروفة من الفاكهة فيما لم يمد يده إلى الكيوي، فقال له أحدهم بخبث لماذا لم تأكل من هذه وناوله عدداً من القطع، شعرت أنه لا يعرف كيف يأكلها فلم يسأل عن الطريقة (بقشرتها أم بلا تقشير) وأكلها بقشرها ولأنني واثق من أنه لا يعرف هذه الثمرة غصّ فيها فقلت لهم مدافعاً عنه حقاً فائدة الكيوي في قشرها ولو عرفتم فوائد قشر الموز لأكلتم الموز بقشره أو القشر فقط ورميتم اللب ..
ضحك الجميع ومرت عليهم، خرجنا من المطعم وكان صديقي يربت على كتفي متسائلاً: بربك ما اسم تلك الفاكهة، لقد أنقذتني بكلامك عن قشر الموز.
إلى اليوم نجد أناساً لا يعرفون الكيوي فمرة ظنّها أحدهم جبساً صغيراً شتوياً وتارة بطاطا خضراء و. .
حادثة أخرى سمعت ملخّصها أن إحداهن استغربت وهي في زيارة لصديقة لها أنهم يأكلون ثمرة خضراء اللون فظنّت مستغربة إنها بطاطا متعفنة انقلب لونها، وهمست في أذن صديقتها معقول البطاطا المتعفنة صارت أكلة! ردّت صاحبة الضيافة: هل يعقل أنك لا تعرفين فاكهة الكيوي؟ اتصلت بصديقي الذي أكل الكيوي بقشرها وقلت له باعتبار أنّ البطاطا باتت أعلى ثمناً من الموز ـ وهي الغذاء الرئيس لذوي الدخل المحدود ـ ما رأيك بأنني أدعوك لغداء وجبته الأساسية (مفرّكة) الموز؟ ضحك وقال: لو سمحت اجعل الضيافة بعد الغداء جبس الكيوي!
منير حبيب