لا خطوط جديدة و109 باصات جديدة على الخطوط المشبعة

العدد: 9390

 الخميس 18-7-2019

الحب والحمل و… ركوب باصات النقل الداخلي، عيوب لا تختبئ وراء حردبّة جمل ولا تخفي عورة نقل أخضر.

ثغرات لا يمكن أن ترأب صدعاً في جدار منظومة النقل العام، تضيع جهوداً كبيرة تبذلها شركة نقل اللاذقية عربوناً مقدّماً على روح خدماتها.
الشركة الرائدة في مجال النقل الداخلي والأكثر شعبية في المحافظة، تخذل زبائنها عند اشتداد طلبهم على باصاتها في ذروة الحاجة، عندها جرة الحر، يهجر بعضها الطرقات إلى مبيته في مرائيب (العربية) أو ينشقّ عن الشبكة العامة في انحرافات تعاقدية مع شركات (عامة – خاصّة) حسب الحال، يغفرها لها زبائن أدمنوا الانتظار على المواقف ليتصالحوا مع حاجتهم إليها صبيحة اليوم التالي متناسين (لوي البوز) و(قلب الشفّة).
يهرب كثيرون من التعميم عند إطلاق أحكامهم على تجربة ما غير أنَّ المهندسة هبة سليمان تميل إلى ذلك، فالقائم بالأعمال (سليمان) تجزم أنَّ مستخدمي النقل العام في معظم المدن السورية وخصوصاً في محافظة اللاذقية يعانون من سوء تنظيم شبكة النقل الداخلي، تقول الشابّة بحماسة الأكاديمي المندفع لبحثه (وواقع الشبكة لا يتطابق مع البيانات النظرية والتصريحات المعلنة للمسؤولين فيها).
15 باصاً صينياً جديداً، مع إكسسواراتها (نصيب اللاذقية من الهدية الصينية لسورية) وحصر توزيعها على خط واحد مشبع حد الكفاية بسرافيس الدائري الشمالي يفرد صفحةٍ النقل العام الداخلي تقييماً لجودته بحثاً في استبانات معول عليها سابقاً لاستمزاج رأي الركاب ودرجة رضاهم عن تواتر الحافلات، زمن الانتظار، المواقف.
في الاستبانات عادة تجد جميع الآراء نفسها مهما تضاءلت حزمة بعضها ضمن دائرة الضوء سواء وافق شنّ طبقة أم خالفه، أزمنة الانتظار تتراوح بين 15-30 دقيقة وأحياناً تتزايد عن ذلك، و66% من الركّاب عبّروا عن عدم رضاهم عن التباعد بين المواقف ولا يشعرون بجودة مواصفاتها، متذمرين من عدم التزام بعض السائقين بجميع المواقف أثناء أزمات النقل المتعددة التي عصفت في فترات متباعدة بالمدينة، والنسب هي القوة المؤثرة في استمالة أصحاب القرار حيال قضية ما، لتأتي المسببات في المرتبة الثانية في ماهية البحث عن مخرج لمأزق قبل صياح الديك وعند ال 5.30 فجراً ينطلق الجاهز في باصات النقل الداخلي المملوك للشركة الحكومية وعددها 120 باصاً في مرآب العربية لتدور حتى 14 ساعة في عشرة خطوط على محاور المدينة الرئيسية، ينتظم العمل في ورديتين كل يوم، وللشركة حساباتها، تخفيض 50% من عدد الباصات خلال الجمعة والعطل الرسمية و60% أيام السبت وتخفيض غير معلن النسبة يومياً بعد الساعة 16 من كل يوم.
وسجل ولادة الباصات معروف لكثرة ما احتفي بها، 55 باصاً من المقاس الكبير دخلت الخدمة ما بين 2008-2011 و20 باصاً صينياً من القياس الوسط شغّلت عام 2015 وأخيراً الباصات الخمسة عشر صاحبة الطنّة والرّنة.
الخطوط العشر هي:
* زراعة مرفأ وطوله من بيانات الشركة عشرة كيلو مترات يخدمه 15 باصاً زمن دورة الباص الواحد 39 دقيقة.
* كراجات شيخضاهر وطوله 5 كيلو مترات، وعليه 12 باصاً ومن دورته 24 دقيقة.
* الرمل الشمالي المشفى الوطني، أكثر الخطوط ازدحاماً وطوله 14 كيلو متراً ولا يخدمه سوى 16 باصاً تستهلك الدورة الواحدة 48 دقيقة هي الزمن القياسي الأعلى لتواتر الباص في مكان واحد.
* كراجات المشفى الوطني وطوله 14 كيلو متراً ويخدمه 10 باصات يحتاج الواحد إلى 40 دقيقة لإتمام دورته.
* الشيخضاهر – المشفى الوطني وهو الخط الأقصر 7 كيلو مترات فقط فيه 10 باصات تمضي نصف ساعة الدورة الواحدة.
* المشروع – القصر العدلي 11 باصاً على 10 كم تستهلك 33 دقيقة.
* المشروع العاشر – المشفى الوطني أطول الخطوط على الإطلاق 16 كيلو متراً لا يخدمه سوى 11 باصاً وتستغرق رحلته ساعة كاملة، وهو خط غير مؤثر في استقطاب الركاب.
* الثورة – مارتقلا: 7 باصات تستغرق دورتها 40 دقيقة على 11 كم.
* دمسرخو – جامعة: 4 باصات لها نقاط موصولية عدّة مع الشبكة العامة تستغرق دورتها 45 دقيقة على 12.5 كيلو متراً 94 باصاً هو المجموع الكلي المُزجّ في الشبكة العامة والمصرح عنه مع هامش تخفيض مرتبط بالأعطال والمهّمات وما شابه لا يدري نسبته وعادة ما يحاجج به مسؤولو الشركة عندما تحاصرهم الأسئلة عن أوقات الذروة، من حسن حظ أولئك المسؤولين أننا كإعلام لم نقم يوماً بإحصاء تلك الباصات ومن سوء طالعهم أن طلاباً باحثين أثناء جولاتهم لم يرصدوا سوى 39 باصاً عاملاً على خطوط المدينة من الساعة 8.30-9.30 وتتراوح زمن الانتظار من العشر دقائق حدّاً أدنى على خطي الزراعة مرفأ وكراجات شيخضاهر على سبيل المثال ونصف ساعة كحد وسطي مثل (الثورة – مارتقلا) و(المشروع – قصر عدلي) وساعة كاملة في بعض الخطوط (ربما حالة نادرة) بالمجمل لا يوجد شيء مطلق حول زمن الانتظار، غير الثابت لا على خط بعنيه أو موقف دون آخر!
كل هذا لا يبخس حق الشركة كناقل رسمي نهض بأعبائه ولا ينفي ثغرات لا بد من سدّها فأحياء كثيرة خارج الشبكة التخديمية ولحظها يرتب تعديلاً على مسار الخطوط باللعب على نقاط الموصولية ومسافات تقاطع الخطوط مع بعضها وزمن الدورات والتواتر، ولا نريد أن نبيع ماءً في حارة السقايين فأصحاب القرار أدرى بالشعاب لكن نذكر عَلّ الفكرة تلمع والذكرى تجمع وتنفع!

خديجة معلا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار