العدد: 9390
18-7-2019
كانت لحظات فصلت بين حلم في غيبوبة وبعدها فتّحت عيناي لأجد نفسي أمام أنوار أجهزة الإنعاش وأصوات طنينها.
صحوت مبتسماً أبحث عن أحد حولي وإذ بنافذة يطل منها الأحبة يلوحون بالأيادي ولكن لا أسمعهم.
عشرات الأسئلة راودتني.. لما أنا هنا؟ ماذا حدث.. كيف.. وأين؟
بعد أن استجمعت نفسي قليلاً نظرت إلى أقدامي لم أجدها ولكني بقيت مبتسماً وكأني كنت على هذا الحال منذ سنين.
مرت الأيام ما بين عمليات وتعب وتخدير ومن ثم ألم ولكن (أقسم) لم تفارق البسمة وجهي ولم تغادر الطمأنينة قلبي.
لم أشغل نفسي ولو لدقيقة بأن سوءاً قد حصل إنما ما كان وما يزال يشغلني هو سرعة الشفاء والعودة إلى الميدان.
لم يؤلمني شيء سوى فرقة من هم للقلب نبض وللروح الحياة رفاق الدرب الأحبة رفاق السلاح.
أن تغرس في الأرض التي تحب قطعة غالية من جسدك وروحك وتلمس حدود الموت ومن ثم تعود مطمئناً قانعاً راضياً مؤمناً أكثر بعدالة قضيتك ثابتاً على مبادئك فأنت على طريق الحق.
أنا اليوم أكثر فخراً وأكبر حلماً وأوسع أفقاً لن تثنيني هذه العثرة المؤقتة عن إكمال حلمي مع باقي الرفاق في تحقيق الانتصار ولن أتوقف وأقسمت سوف أعود قريباً جداً للميدان.
شكراً من صميم الفخر والعز الذي أعيشه لسيد الوطن وسيدة الياسمين اللذين يوليان الجرحى الاهتمام والرعاية المباشرة التي تختصر علينا مراحل الشفاء والتأهيل.
شكراً لكل من شرفني بزيارة هنا في المستشفى وكل من اتصل وسأل وكتب وكل من أعطاني حيزاً في قلبه ودعا لي في لحظات ضعفي الحرجة دعوة شفعت لي.
المقاتل وسيم عيسى