العدد: 9390
18-7-2019
منذ أكثر من ثماني سنوات مضت، ووطن يشمخ بقامته وقد أدمته الجراح وأنهكته الحرائق وعاثت به يد الدمار والخراب، وطن يريد الخروج إلى فضاء أوسع، إلى بيادر الأفراح والأعياد بدلاً من ساحات الحروب وشوارع الاقتتال..
في السلم والحرب، كما في الحزن والفرح، يظل صامداً، ووجوده مستمر ببسالة جيشه وصمود أهله وتضحيات الشهداء من أبنائه.
في هذا الطريق الطويل الملون بالأحمر، المرويّ بدماء الأبطال الذين كانوا مسوّغ وجوده وأمنه واستقراره، أولئك الذين حملوا شعلة ومضوا، فأناروا هذا الطريق الذي كان مظلماً يؤدي إلى المجهول والهاوية، وقد سقط في مجاهيله وضلاله المنافقون والمزيفون والخونة والمخرفون أو يمحو وجوههم خوض المعركة والوقوف إلى جانب الوطن..
فقد تابع هذا الوطن السير على طريق العزة والانتصار، الشرفاء فيه من لا تنقصهم النخوة والحياة يجددون الخطا والمسير والشوق إلى دحر الخونة والمعتدين بعد كل معركة وعند كل منعطف أو مخاض، كان يعزز في صدورهم ذلك كله، إيمانهم بما أقدموا عليه وسعوا إليه من أجل تحقيقه، فمزقوا ثوب الذل والهوان ولبسوا ثوب الطهارة والتجدد بعد أن تلمسوا جراحاتهم ودمهم النازف ونهضوا يتابعون المسير دون استسلام أو انهزام، حاملين لواء الحق في الدفاع عن الوطن مهما كان الثمن رغم الطريق الوعر الطويل، لكن لابدّ من عبوره واجتيازه.
أكثر من ثماني سنوات والطريق في مساره يلفظ الخونة والجبناء والحاقدين الواحد تلو الآخر.. يتابع السير نحو الهدف الأسمى بأصحاب النفوس الشريفة تحت ضوء الشمس ودائرة الزمن.. أكثر من ثماني سنوات ومواكب من الرجال الشجعان ترتدي ثوب الكرامة والشهادة وتحمل علمها ونارها بأيديها وتسير في طريق النصر مرفوعة الرأس طوبى لهم ولهم تنحني الهامات.
بسام نوفل هيفا