سوق انتقالات اللاعبين تشتعل وغلاء أسعارهم تكوي الأندية الفقيرة

العـــــدد 9387

الإثنـــــين 15 تموز 2019

 

يبدو أن الدوري السوري في الموسم القادم سيكون مختلفاً كلياً عن الدوريات السابقة وسنشهد بالتأكيد منافسة شديدة وأداء قوي ومباريات مثيرة وندية، بعد الصفقات الكبيرة والثقيلة التي أبرمتها أندية حطين والاتحاد وتشرين والتي ألهبت وأشعلت سوق انتقالات اللاعبين وجعلت أندية أخرى مثل الجيش والوحدة تتوعد بأنها ستدخل المنافسة في الميركاتو السوري قريباً وستعلن عن صفقات مفاجئة وقوية ومن العيار الثقيل ولتشتد بذلك المنافسة بين تلك الأندية في استقطاب اللاعبين النجوم من الصف الأول.
كما أعلنت أندية الكرامة والشرطة والطليعة والنواعير والوثبة عن تعاقداتها بصمت مع لاعبين يعتبرون من الصف الثاني و عن تجديد عقود لاعبين من الموسم الماضي وصرحت بأنها ستعلن عن صفقات أخرى أثقل ومع لاعبين نجوم .
أما أندية جبلة والساحل والفتوة والجزيرة فلم تدخل الميركاتو السوري حتى الآن وما زالت تدرس موضوع تعاقدات اللاعبين على نار هادئة خصوصاً وأن هذه الأندية تعتبر فقيرة مادياً وبالتالي ستعاني في موضوع التعاقدات بسب ارتفاع أسعار اللاعبين فالجنون الذي نشهده حالياً في سوق انتقالات اللاعبين والذي يحدث لأول مرة في الدوري السوري والمبالغ الخيالية والضخمة التي دفعتها أندية الاتحاد وحطين أشعلت السوق وأصابت اللاعبين بالغرور والتكبر وأصبح معظمهم يطمعون بالمال ويطلبون مبالغ عالية لكي يوقعوا مع أنديتهم حتى اللاعبين أبناء النادي باتوا يطلبون مبالغ كبيرة ظانين أنفسهم من نجوم الصف الأول وهم لا يستحقون نصف المبلغ الذي يطلبون كما أن أنديتهم ليس بمقدورها دفع هكذا مبالغ.

قد يكون شيء صحي ومفيد للدوري السوري دخول رجال الأعمال والشركات التجارية على خط الدوري لدعم بعض الأندية والتي تمكنت بقوة المال أن تعيد العديد من اللاعبين النجوم والمحترفين خارج سورية إلى داخل سورية بعد تجربة احترافية لعدة سنوات في الخارج وكان أبرز هؤلاء النجوم العائدون إلى سورية حميد ميدو المحترف في الكويت والذي وقع لنادي الاتحاد الحلبي بصفقة كبيرة و كذلك مارديك مارديكيان الذي احترف في أكثر من نادي عربي و وقّع لحطين مؤخراً بصفقة من العيار الثقيل .ولكن قد يؤثر هذا الشيء على الأندية الأخرى والتي لا تملك المال الكافي وليس لديها داعم اقتصادي بمستوى كبير فربما سنشهد في هذه الحالة دوري من طابقين في الموسم القادم طابق الأندية الغنية والمدعومة من قبل رجال الأعمال والشركات التجارية وطابق الأندية الفقيرة والغير مدعومة اقتصادياً.
قد يقول البعض أن هذا الموضوع (الدعم الاقتصادي للأندية)والصفقات القوية التي أبرمت ستعيد للدوري السوري هيبته المفقودة منذ سنين وقد تعيده إلى الواجهة العربية بقوة خصوصاً وأن دورينا يتمتع بمتابعة جماهيرية كبيرة ومعظم الأندية لديها جمهور كبير وعاشق للنادي ولكرة القدم حتى العظم.
ولكن بالمقابل ينبغي على اتحاد الكرة إن كان يريد أن يشاهد دوري قوي ومميز في الموسم القادم أن يولي الملاعب اهتماماً أكبر خصوصاً وأن مباريات الدوري تنقل عبر قنواتنا الفضائية وقد يشاهدها الجمهور العربي كما حدث في الموسم الماضي ولهذا يجب إعادة صيانة الملاعب جميعها وبأسرع وقت وتأهيلها وترميمها وتعشيبها لتكون بمستوى الدوري القادم والذي نتمناه أن يكون بالفعل مختلفاً ومغايراً في كل شيء.

عفاف علي 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار