يــــــــــــــوم في بشــــيلي.. جـــــــــارة القــــــــمر.. صــــــديقة الغـــــــيوم.. مــــــــــــن ينصــــفها؟
العـــــدد 9387
الإثنـــــين 15 تموز 2019
مناظر أكثر من ساحرة هي ما يشاهده كل زائر لهذه القرية الجميلة (بشيلي) القابعة على كتفي جبلين شاهقين بعلوهما، نقيين بهوائهما، كاشفين على سهول ووديان وجبال اللاذقية وصولاً للحدود التركية شمالاً، ومطلين على البحر المتوسط غرباً، وقرى طرطوس الرائعة جنوباً، وسهل الغاب شرقاً بمنظر تنفرد به عن جميع القرى المجاورة لعلوها الشاهق.
تتبع قرية بشيلي لريف جبلة، ناحية بيت ياشوط، والتي تبعد عنها 7كم، وعن جبلة 33 كم و60 كم عن اللاذقية، ويبلغ عدد سكانها قرابة الـ ٥ آلاف نسمة، ويبلغ ارتفاعها عن سطح البحر ما يقارب ١٤٠٠ متر في أعلى نقطة فيها (جبل عين التوت).
يضاف لجمال طبيعتها الخلابة وجوها البارد صيفاً الذي يكسب القرية سحراً آخر تواجد أكثر من نبع طبيعي يخرج من بين صخورها العملاقة كنبع عين جديدة – عين سلمان- نبع الضيعة- نبع جب عين التوت.
وما يزيد من سحر هذه القرية تواجد أكثر من تشريفة دينية يؤمها يومياً الكثير من الزوار من مختلف القرى المجاورة كتشريفة النبي أيوب عليه السلام الساحرة بقداسة المكان وجمال الطبيعة وكذلك مقام الشيخ خليفة العلم ومقام العجمي ومقام ميكائيل بالضهر.
عدد سكانها خمـــــسة آلاف نسمة ..
لا يوجد فيها ســــوى سرفيس واحــــــد
حدودها الطبيعية
أما حدود القرية فتجاورها قرى المنيزلة وحلة عارة شمالاً وخرايب سالم والدالية جنوباً وبيت ياشوط وبشراغي وبسمالخ غرباً والشعرا وسهل الغاب شرقاً.
تاريخها القديم يتحدث عنها
أما تاريخ هذه القرية كما رواه كتاب التاريخ ورجالها القدماء فهي قرية جبلية قديمة عمرها أربعة آلاف عام حافظ أهلها على اسمها لأيامنا الحالية سكنها أجدادنا الفينيقيون والأراميون والسريان ومعنى اسمها بالسريانية (بشيلي ) فهي (ب) تعني البيت، وشيلي تعني الراحة والسكون فصار اسمها بيت الراحة والسكون لتأخذ اسمها هذا من طبيعتها الرائعة الهادئة الساحرة، أما تاريخها القديم فيعود إلى كونها كانت تابعة بالعهد الفينيقي لمملكة سيانو الفينيقية.
عقدة مواصلات متشعبة
بشيلي.. هذه القرية الرائعة يمكن الوصول إليها من خلال ثلاثة طرق رئيسية، وهي طريق الضيعة القديم الذي يصلها من قرية بيت ياشوط – عين الشرقية- جبلة، والثاني هو طريق أوتوستراد الغاب الذي يصلها ببيت ياشوط، حلة عارة، والمنيزلة، وحلبكو، وسهل الغاب، وطريقها الثالث من الجهة الجنوبية ويصلها بقرية خرائب سالم الدالية، حمام القراحلة.
الطرقــــــــــات غـــــير صــــــــالحة
لمــرور الســــــــيارات وتحتـــــــاج للتزفيـــــت
الحلول قيد الانتظار
أما معاناة أهل القرية فهي جمة تحدث عنها بعض سكان القرية…
* محمد مخلوف (موظف): معاناتنا بالقرية كثيرة وأهمها افتقاد القرية لمركز صحي أو صيدلية فليس من المعقول عند أي حالة مرضية ولو كانت بسيطة يتوجب علينا التوجه للقرى المجاورة كبيت ياشوط أو الدالية وأحياناً إعطاء إبرة للمريض يتوجب علينا دفع خمسة آلاف ليرة أجرة سيارة طلب لإحدى المراكز الطبية المجاورة ناهيك عن الحالات الإسعافية التي تتوجب السفر إلى جبلة أواللاذقية وهذه مشكلة مستعصية منذ عشرات السنوات وطالبنا كثيراً بمركز صحي بسيط لكن قوبلت طلباتنا بالتطنيش.
علي أسعد (مهندس معلوماتية): أكثر ما يعكر صفو ضيعتنا هي المواصلات فهل يعقل قرية يناهز عدد سكانها الخمسة آلاف نسمة لا يوجد فيها سوى سرفيس واحد يخدم القرية مرة صباحاً ومرة بعد الظهر وغير ذلك يتوجب علينا الركوب بسرافيس بيت ياشوط (٢٥٠) ليرة للراكب الواحد ثم نأخذ سيارة طلب (٢٥٠٠) ليرة وأحياناً أكثر حسب مزاج صاحب السيارة وحسب موعد الطلب، يعني تكلفنا الرحلة إلى جبلة ما يقارب الستة آلاف ليرة باليوم وهذا أمر مكلف ومضنٍ لكل أهل القرية سيما وأن جل سكانها يعانون من الفقر المادي كونهم يعملون بالزراعة التي لا تغني أحداً ولا تسد جوعه.
لميس ضاهر (معلمة مدرسة): نعاني كثيراً من واقع التعليم بالقرية، فالقرية مخدمة بمدرسة وحيدة وبكادر قليل العدد فليس من المعقول أن يقتصر العدد على بعض المدرسين الذين يتحملون أعباء كبيرة والبعض الآخر يأتي من قرى بعيدة عن قريتنا وهذا يستنفذ طاقاتهم سيما بفصل الشتاء القارس لدينا وهذا يؤدي لغياب معظمهم مما يؤثر على المستوى التعليمي للطلاب وتحمل أعباء إضافية للكادر المقيم بالضيعة، كما لابد من التذكير ببعض الصعوبات من خلال عدم الاهتمام بالمرافق العامة للمدرسة وخروج بعضها خارج الخدمة نتيجة الأحوال الجوية الصعبة شتاء.
مرام علي (محامية): القرية تعاني من تأخر صدور قرار (الطابو) للأراضي الزراعية وهذا ما يكلف الأهالي أعباء كثيرة بعملية التوريث والبيع والشراء ويخلق الكثير من المشاكل داخل البيت الواحد وحتى بين العائلات داخل القرية، مع التذكير أن (الطابو) دخل قريتنا منذ فترة لكن أغلبية أراضي القرية لم يبت الأمر بها لغاية الآن وشكاوى كثيرة مقيدة لدى السجلات العدلية بمحكمة جبلة ومازالت طي الدراسة والانتظار.
حيدرة خنسة (مساعد مهندس): نعاني كثيراً من طرقات القرية غير الصالحة لمرور السيارات وتحتاج للتزفيت كون الجور والحفر منتشرة بكثرة وهذا مؤذي جداً لجميع السيارات المارة بالقرية.
ميرفت برهوم (مهندسة): قريتنا تعاني وبشكل كبير بعدم تخديمها بمياه الشرب والصرف الصحي رغم أن مديرية المياه مدت أنابيب المياه لكن المياه لا تأتي إلا نادراً مرة بالأسبوع، مما جعل سكان القرية يعانون الويلات من شح مياه الشرب والري فدفعهم ذلك لشرب المياه المخزنة من (خزانات مياه باطونية) شيدوها بأيديهم يستعملونها للشرب والسقاية معاً دون مراعاة صحتها للشرب المنزلي مما يتسبب بالكثير من الأمراض.
كما أن القرية غير مخدمة بالصرف الصحي فمعظم سكان القرية حفروا جوراً صحية ذاتية لكل بيت وهذا مؤذي جداً بروائحها الكريهة ناهيك عن تسربها بالأراضي الزراعية وتأثيرها المؤذي على المحاصيل الزراعية التي تشتهر بها القرية (الدخان والقمح) وبعض الزراعات المنزلية والأشجار المثمرة (الكرز والمشمش والخوج والعنب والتين والجوز.
* خضر سلامة، طالب جامعي: معظم منازل القرية تعاني منذ أكثر من عام من انقطاع خدمة الهاتف الأرضي ولدى مراجعتنا المتكررة لمركز هاتف بيت ياشوط لم يستجب لشكاوينا ومؤخراً أخبروا أهل القرية أنه نقلت خدمة الهاتف إلى مركز قرية الدالية دون الرجوع لموافقة أهل القرية كون مركز الدالية بعيد جداً عن قريتنا وهذا سيسبب الكثير من المصاعب والمصاريف المالية الزائدة عن حمولتنا ونتمنى أن يعاد دراسة القرار من جديد والأخذ بأوجاع المواطن قبل أن تأخذ هكذا قرارات مجحفة بحقنا جميعاً.
ناهيك عن الغياب شبه الكامل لخدمة النت وكذلك التغطية الضعيفة جداً لشبكتي السيرياتل وال mtn مما يجعل القرية خارج الخدمات السلكية واللاسلكية وشبكات التواصل الاجتماعي.
القرية تعاني بشكل كبير
لعدم تخديمها بمياه الشرب والصرف الصحي
قرية سياحية وقف التنفيذ
بالنهاية لابد من التذكير أن هذه القرية وضعت منذ أكثر من عشر سنوات ضمن القرى السياحية لدى وزارة السياحة دون أن يطبق هذا الكلام على أرض الواقع رغم شهادة كل من زار القرية أن مناخها ومناظرها الخلابة يضاهيان أجمل المناطق السياحية بالساحل السوري (صلنفة وسلمى وغيرهما …) إن لم تكن أجمل.
فالخدمات كما ساقها لنا الأهالي شبه معدومة ومطالب الحياة اليومية ضعيفة التلبية (كالخبز ومحلات الخضراوات والفواكه والمداجن والمراكز الصحية وغيرها …) غير المعاناة اليومية بالمواصلات والمياه و…
ورسالة سكان القرية العاجلة أرسلوها عبر صفحات جريدة الوحدة لكافة الجهات الخدمية بالمحافظة للعناية أكثر بهموم ومشاكل قريتهم الممتدة منذ سنوات.
ثائر أســــــعد