الوحدة : 5-11-2024
ضمن نشاطاته الدورية، أقام فرع اتحاد الكتاب العرب باللاذقية ظهرية أدبية شارك فيها الأساتذة الشعراء والأدباء: (عاطف صقر- فاطمة عبد الرحيم- بهاء عيسى حايك) وقدّمتها الأديبة القاصة أمل حورية.
* البداية كانت مع الشاعر والقاص عاطف صقر الذي ألقى قصيدتين.
القصيدة الأولى (تمرّد الجمال)، وأتت كحالة فلسفية صوفية، ربطت الأنوثة بالخصب، بأصل الخلق، وتطرّقت إلى العلاقة الثنائية الأزلية بين الرجل والمرأة.
أما القصيدة الثانية (هامش الوليمة)، فهي تنقل حالةً مشهدية لمجموعة عازفين وموسيقيين، يصنعون الفرح لغيرهم، رغم مابدواخلهم من هموم وخيبات ومعاناة، فتجدهم يشعرون بالوحدة وسط هذه البيئة المكتظة بمظاهر الفرح، وتجد أنّ الجميعَ يسترق لحظة الفرح ولو أتت مزوّرة.
من أجواء قصيدته (تمرّد الجمال) نقرأ:
وكأنّ صوتَ نشيدِهِ..
ترنيمةُ اللحن المحالْ…
يسري ليدركَ ذاتَه..
سيرَ الوجودِ إلى زوالْ..
فبظنّه قد طالها…
وبظنِّها ألاَّ تُطالْ..
والشاعر القاص عاطف صقر كاتب وموسيقي، له العديد من الإصدارات، وله برامجُ إذاعية وتلفزيونية، وتعاوُنٌ مع العديد من المطربين تأليفاً وتلحيناً.
عضو اتحاد الكتاب العرب، وله عدّة مجموعات منها: (الترقية/ قصص) الفائزة بجائزة الشارقة للإبداع العربي، و(الحاجز الأخير/ قصص) (مسلوس باشا/ قصص)، و(صوت المطر/ شعر).
وله قيد الطبع:
(بين ضفتين/ رواية).
(القشة التي قصمت ظهرَ البعير/ مجموعة قصصية).
* كما ألقت القاصة و الروائية فاطمة عبد الرحيم قصتين.
صوّرت القصة الأولى (القادمون من العدم) امرأة في مواجهة ظروف الحياة وقسوة المجتمع المأخوذ بالمظاهر وفق علاقات متشابكة، مما يضطر هذه المرأة لبيع ولديها لشراء دواء لابنتها المريضة وحاجيات شخصية، وبما ينبثق عنها من دلالات الفروق الطبقية بين مرتادي وسائل التواصل الاجتماعي على الشاشات الزرقاء، ووجودهم، حقيقةً، في المجتمع.
أما القصة الثانية (البابوج والطربوش) فتندرج تحت لون (المقامة)، وتتحدّث عن قصة محكية جرت في أحد البيوت العربية الدمشقية القديمة، تتناول العلاقة بين المرأة والرجل، وحكمة المرأة وذكاءَها في التعامل مع الرجل السريع الغضب، وكيفية التعامل معه بحنكة ودهاء.
من قصتها الثانية نقتطع:
(وتمّ الأمر، وبالعسلِ عاشا شهرا، ولو دامتْ لكانت القيامة قامتْ، ومرة من المرات دخل صاحبُنا كالثور الهيجان غضبانْ، تشتعل أعصابُه بالنيران، حين لمحته بالعين السحرية، قلبتْ قبقابَها تنفيذاً لخطتها الذكية، فكان كلما صرخ صوتاً صرختْ بمقداره، وكلما كسرَ آنيةً كسرت صحناً بجواره، وإن أمسكَ العصا رمت عليه الحَصَا…).
والسيدة فاطمة عبد الرحيم قاصة وكاتبة روائية، من أعمالها المطبوعة:
(أرجوحة القدر)، (كورنتود)، (رواية لم تكتمل)، (رجوع الشيخ إلى صباه)،
كما صدر لها، إلكترونياً، بعضُ المؤلفات القصصية: (لأنكَ بقلبي) (أرقام).
* وفي الختام ألقى الشاعر الشاب بهاء عيسى حايك قصيدة غزلية عاطفية بعنوان: (انطباع)، من أجوائها:
(سألتِ عن انطباعي وكان ردي..
ملكٌ طاهرٌ خلع القناعَ…
رأيتُ بكِ الحياةَ وبعضَ موتي..
رأيتُ بكِ السلامَ غزا الصراعَ…
فإن جاءتْ غيومُكِ في نهارٍ..
فما حجبتْ عن الشمسِ الشعاعَ).
وللشاعر حايك ديوانُ شعر بعنوان (كيف أتقنت العشق)، صدر في مصر عام 2023، وديوان آخر بعنوان (في مجرّة الهوى) صدر عام 2024.
جورج إبراهيم شويط