الكاتبة تغريد نديم عمران…الحياة تزيدنا خبرة ونضوجاً

الوحدة : 4-11-2024

شفافية بالأسلوب، وسلاسة بالسرد، وعاطفة تنبض بالحياة، وترصد كل شيء، جمعت بين العلم و الأدب، فهي مهندسة في الشركة السورية للاتصالات، تكتب القصة القصيرة و المقالات والخاطرة والهايكو، ولديها إصدارات أدبية: ديوان (جميلة و للحديث صلة) نصوص هايكو، ديوان (كادبول) نصوص في الأدب الوجيز قيد الطبع.

مجموعة نصوص في الأدب الوجيز تحمل عنوان (من نبض القلب ومضات) نشرت عام 1998، لها مقالات اجتماعية ونقدية و مشاركات أدبية في العديد من الصحف والجرائد السورية.

إنها المهندسة الكاتبة تغريد نديم عمران و معها كان الحوار الآتي:

* بداية، ما العامل الذي أتى بك إلى عالم الأدب؟

المنزل أولاً هو البيئة الحاضنة لأي إبداع أو موهبة، أذكر هنا أن كثيراً من الأصدقاء أخبروني أنهم باتوا يشكون بأن الإبداع موهبة توّرث بعد أن تعرفوا إلى عائلتي، فنحن عائلة تعشق الأدب و الفنون، وبعض من أفرادها إلى جانب الهواية امتهنوا الأدب والتشكيل، حتى الجيل الجديد أي الأحفاد يمتلكون مواهبه المميزة. بدأت الاهتمام بالأدب قراءة وكتابة في عمر مبكر، حتى أني كنت رائدة طليعية على مستوى اللاذقية في الفصاحة و الخطابة، شاركت وفزت في العديد من المسابقات الطلابية والشبابية لاحقاً.

* بمن تأثرت؟ وكيف تبلورت رؤاك الأدبية؟

في مرحلة مبكرة من العمر بدأت القراءة، و شخصيتي الأدبية تأثرت بكل كتاب قرأته، لا يمكن أن أقرأ كتاباً دون أن أدخر منه أثراً، أي أثر حتى لو كان سلبياً، كل ذلك شكلني وأثمر عن نضوج أدبي ما في ذائقتي وشخصيتي وكتاباتي، أعلم أن إجابتي قد تبدو دبلوماسية وغير محددة ولكنها الحقيقة، بصراحة لدي نظريتي الخاصة في الحياة، فأنا ليس لدي ممثل مفضل أو روائي مفضل أو مطرب مفضل، أو هناك رواية أو قصيدة أو أي نص مميز لكاتب ما، هناك أغنية لمطرب ما.

لا أجد الكمال ولا أبحث عنه في الأشخاص أياً تكن صفتهم، فالتأثر عندي جمعي، على الرغم من ذلك في الشعر أحببت قصيدة (لاتعذليه)، الرواية أحببت (العمى) لجوزيه ساراماغو و (زوربا) لكازانتزاكي، في الهايكو أحببت (إيسا) والكثير من نصوص أ. علي القيسي. في القصة أحببت مجموعة(تشكيل) و مجموعة (مواسم الحب والوجع) لنور نديم عمران، وبالمناسبة هي أختي وهو امتياز يجعل محبتي و تأثري مضاعفاً.. وغيرهم.

هناك الكثير مما مررت به ودونته نصوصاً مختلفة، ولعل أكثر ما أثر بي وفاة والدي رحمه الله.. هذا الرجل العظيم الذي سيبقى اسمه سنداً وحصناً وإرثاً عظيماً لي و لإخوتي وأخواتي، فقد كان رجل خير، فما لقينا إلا الطيب من خيره، مما كتبته له: صبيحة العيد –

كما لو روض زهور… قبر أبي – زمهرير – دافئة سترة أبي

* أي الأصناف الأدبية الأقرب إليك؟ وما انعكاسها على شخصيتك؟

الحياة تزيدنا خبرة ونضوجاً ..أو هذا ما يجب أن تكون عليه، و هذا ما أحاوله عفو الخاطر و تقصداً، أعتقد أنني صرت أعي أكثر ما أحب أن أكونه، جربت الكتابة في مختلف الأصناف الأدبية حتى أنه كانت لي تجربة يتيمة في الرواية لم تر النور. وفي كل مرحلة زمنية أصابني شغف لنوع ما من الأدب، حالياً شغفي هو الهايكو قراءة وكتابة، وهو ما جعلني أكثر واقعية وبساطة ووضوحاً، وستلاحظون ذلك في ديواني (جميلة وللحديث بقية).

من نصوصه: أول الشهر، بينما ينتظر الأولاد الحلوى..

أسدد ديون الصيدلية. الفراشة عالقة في الشباك.

* لماذا تومضين..أيتها الشمعة؟ شرفة – ماذا لو يخبرني اللبلاب..من يسرّح شعرها.

* كلمة أخيرة، وباقة شعرية تختارينها للختام؟

أقول شيئاً واحداً للأدباء الشباب الذين يرغبون في كتابة الهايكو: عدم الاستسهال وعدم التقليد.

و انتزعتك من قلبي..

يا جرحي الذي أثمر..

تفاحاً وورداً جورياً وزيتوناً أخضر…

ورسمتك في لوحتي حلماً لم يتحقق…

وبحراً ثائراً أزرق.. أزرق..

كعينيك يحاول إغراقي…

ولا أغرق…

وتعلمت كيف أنضج.. و تعلمت كيف أكبر…

فيا حبي… ابتعد أكثر.. ف٠٠أكثر.

 

رفيده يونس أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار