تجاوزت (ظرفَها الصحي) بسحر الكلمة، الأديبة الشاعرة أمل أسعد لايقة: القصة (ابنة الواقع)، والقصيدة (ابنة الحلم)

الوحدة:3-11-2024

كتابة الشعر عندها تحليق في عوالم مدهشة من الحلم، والجملة الشعرية تأتيها كنسمة شفافة رقيقة، ثم فجأة تجتاحها كعاصفة تدفعها للكتابة على الورق.
أصدرت سبعَ مجموعات، مابين شعر، وقصة، ونثر، ولديها مخطوطات تنتظر، عن هذا العالم السحري الذي تعيشه رغم الظرف الصحي الذي تعرضت له وهي صغيرة، كانت هذه المحطة مع الأديبة الشاعرة أمل أسعد لايقة:
* كيف تشكلت رغبة الكتابة لديك ومتى تمت ولادة أولى قصائدك؟
أول قصيدة كتبتها تعود لعام 1985، وكانت محاولة خجولة، لكن مع بداية الوعي بدأت تروادني فكرة الكتابة، وكان ذلك بعد قراءات ومطالعات كثيرة، حيث تحرّكت الرغبة عندي في التعبير عن الذات.
كتبت عن والديَّ، وعن محيطي، وعن أفكار وحالات يومية أعيشها ويعيشها مَن حولي، حتى تشكلت في داخلي هواجسُ أعمق وأهمّ، فلم تعد الكتابة مجرد تعبير عن الذات الفردية، بل عن الذات البشرية، عن هذا العالم المليء بالألم وبالتناقضات، المليء بالجمال وبالبشاعة، كل هذه العوالم التي علينا مواجهتها بقوة الكلمة وسحر مفعولها.
* ماذا تعني لكِ القصيدة؟
كتابة القصيدة بالنسبة لي حالة تحليق في فضاء لا يعرف حدوده، تذهب بي إلى تأملات غاية في العذوبة والتوحد مع الإنسانية،
كيف تأتي لا أدري، كل ما أعرفه أنها تتملكني بفكرة أولية، ثم تواصِل معي عبورَ الصور والمعنى وملامح الدهشة.
* أنتِ شاعرة وعالمك هو الشعر، فما الذي جذبك للقصة؟
أكتب القصة لأن بعضَ الأفكار لا تصلح لقصيدة.
القصة واقعٌ علينا أن لا نحمِّله الكثير من الخيال كما القصيدة، معظم القصص التي كتبتها هي مما أتابعه عبرَ الاستماع للناس ولمشاكلهم وأحلامهم، وعبر لقطات أخطفها من الشارع، ومن أبسط الأماكن.
هناك تكمن أعماق البشر، وهناك تنبثق القصة التي علينا كتابتها ببساطة، ولكن دون مباشرة، وبعمق ولكن دون غموض ومواربة .
القصة (ابنة الواقع)، والقصيدة (ابنة الحلم)،
* وعن أهمية الكتابة النثرية وعن ديمومة الكلمة المقروءة رغم سيطرة العالم الرقمي واستحواذه على كل شيء تشير الشاعرة لايقة إلى أنّ:
(الكتابة النثرية ليست سهلة على الإطلاق، ويخطىء من يستسهلها أو يقلّل من شأنها، فهي فن أدبي خاصّ، وليست مجرد صفّ كلام منمق.
إنْ لم تُثِر في داخلِك عاصفة من الدهشة فلا تكتبها.
أما عن الكلمة فقيمتُها لم ولن تتراجع مهما تطوّرت أدوات الحضارة والتكنولوجيا، والكتاب سيبقى هو الأهمّ في عصرٍ يستطيع إلغاء كلّ ما تكتبه على النت بكبسة زر، والقارىء الجيد سيبقى حاضراً رغم انكفاء البعض حالياً عن القراءة الورقية، ورغم التراجع الوضح في اقتناء كتاب، وهذا الأمر يعود لأسباب عدة، نفسية، واجتماعية، والأهم من كلّ ذلك هو صعوبة المعيشة والغلاء الفاحش، الذي غطى على تلك المشاعر وعلى سموّ الفكر بهموم لم تكن سابقاً، كما هي الآن .
* وماذا عن شغف القراءة لديك؟
أنا كائن شغوف جداً بالقراءة. فالقراءة هي اكتشاف لعوالم جديدة في محيطك وفي أرجاء العالم.
وأنتَ في غرفتك تسافر إلى أبعد منطقة في العالم.
البدايات كانت مع جبران خليل جبران الذي فتح ذهني على عالم الروحانيات والعوالم الإنسانية عموماً.
قرأت الأدب الروسي دويستوفيسكي وأنطون تشيخوف وسواهما، قرأت زكريا تامر، أما محمد الماغوط فكان رفيق حياتي بالقراءة، محمود درويش الأقرب لذائقتي الشعرية.

– وتلخص الشاعرة والقاصة أمل أسعد لايقة بهذه السطور:
* من مواليد بكسا 1972 ..
*أكتب النثر والقصة منذ وقت مبكر. *شاركت في أمسيات عديدة ضمن المحافظة وخارجها، في المراكز الثقافية والملتقيات.
* لم أكمل تعليمي بسبب تعرُّضي لحادث سيارة أدّى إلى إعاقة حركية، ولكنها لم تمنعني من إكمال مشوار الحياة والثقافة، ليكون هذا المجال من أهمّ محطات حياتي.
* أسست مكتبة لبيع القرطاسية وتأجير الكتب الثقافية ضمن القرية، فاستحوذ هذا المشروع على تشجيع معظم محبي القراءة.
* ومع الوقت اتسعت دائرةُ الحلم عندي، من خلال تواصلي مع المجتمع، فأسست، مع بعض الأصدقاء، منتدى بعنوان (صالون بكسا الأدبي الثقافي)، وكان منبراً للكثيرين من الأدباء والشعراء، وكان للأطفال أولوية مهمة في هذا المشروع لتشجيعهم على تنمية مواهبهم من رسم، وأشغال يدوية، ومن قراءة قصة ومسابقات توقظ ذاكرة معلوماتهم.
أصدرتُ المجموعات التالية:
* (وثمة ما ينتظرك)/ شعر.
* (ملاك العودة)/ شعر.
* (مسافات الحلم)/ شعر.
* (خيوط الفجر)/ شعر.
* (بلاغ كاذب)/ قصص قصيرة.
* (نصوص نثرية وقصصية).
* (نقوش 1)، نثر.
* (نقوش 2 )، نثر.
ولديّ مخطوطات عديدة،
منها (كاردينيا)/ وهو مخطوطة نثري، و(نقوش 3)/ نثر، ومنها أيضاً (رواية) تتحدّث عن الحب، وفيها سياسة، وحالات اجتماعية وإنسانية، لكني، إلى الآن، لم أتجرّأ على طباعتها.

جورج إبراهيم شويط

تصفح المزيد..
آخر الأخبار