العـــــدد 9385
11 تموز 2019
شهد سعر صرف الدولار في السوق الموازي في الآونة الأخيرة ارتفاعا ملحوظاً ومفاجئا ليصل سعره الى أعتاب 600-650 ليرة، ومن دون سابق إنذار هبط خلال اليومين الماضيين الى 575 ليرة بعد أن شهد حالة من الاستقرار خلال الأشهر الماضية، وللتعرف على أسباب هذا التذبذب في سعر الصرف والمؤشرات المقبلة كان لنا الحديث مع الباحث والخبير الاقتصادي الدكتور سنان ديب والذي قال: بعد الفشل في الحرب العسكرية المدعومة بكافة الوسائل والإرهابيين من كل البقاع كان الاتجاه للتشديد على الإرهاب الاقتصادي والذي كان موجوداً عبر العقوبات ليضاف الحصار وتشديد القرارات علينا كمواجهة تزويدنا بالطاقة والضغط على الدول إضافة الى مضاربات مبرمجة على سعر الصرف عبر صفحات فيسبوكية وعبر مراكز صرافة بدول مجاورة وعبر سوق سوداء همها رفع السعر لسحب كميات من الأسواق و تهريبها علماً أن المؤشرات الاقتصادية كانت تتجه نحو الأفضل وتصريحات رئيس الوزراء بأن الحكومة لم تستخدم أي دولار من الاحتياطي وكان السعر بالمركزي ثابتاً ولم يتغير، والفرق بين السعر الحقيقي وسعر المضاربة استثمر إعلامياً لتخفيف التحويلات والسير بها بأسلوب غير شرعي وهو ما لاحظناه في فترة شهر رمضان.
وتابع د .ديب لم تستطع هذه الحملات فرض قرارها وعاد السعر للهبوط وسط مؤشرات تدل على سير هذه الأسعار نحو هبوط كبير خلال الفترة القادمة مع تصريحات للمصرف المركزي أعطت ثقة ومؤشرات اقتصادية جيدة سواء في الغلة الزراعية (إنتاج القمح المميز لهذا العام) وتوفيرها للقطع الأجنبي وتحريك العملة الوطنية بشكل اكبر بعد شراء محصول القمح من المزارعين بالمليارات، أو توفر مخازين للطاقة وبدء عودة السياحة بعودة الأمان وخاصة المغتربين وبدء الحكومة بمواجهة السوق السوداء وزيادة الحملة اتجاهها وهنا لابد من الذكر أن سعر الصرف لا يدل على حقيقة الوضع الاقتصادي والحاجة للعملة الصعبة، ولكنه يعد أحد الأدوات الضرورية للتحكم بالطلب مواجهة العرض من السلع والمنتجات.
وأشار ديب إلى أن ثبات سعر الحكومة رغم ما مُوّل من مواد أولية ووسائل إنتاج دليل قوة الليرة وتعدد الخيارات وسوف يكون هذا السعر أحد الأدوات المتاحة لتحسين مستوى المعيشة مع ضرورة استمرار الحكومة بتمويل فقط الأولويات والحاجات الضرورية، و سيكون في القادم سعر الصرف في تحسن مستمر ولكن لن يتخلى العدوان عن الضغط والمضاربة ومحاولة إضعاف الليرة.
تغريد زيود