الوحدة : 29-10-2024
قدم الباحث شاهر أحمد نصر في محاور المحاضرة التي ألقاها في اتحاد الكتاب العرب بطرطوس تحت عنوان “الثقافة عماد دولة المواطنة العلمانية المتحضرة” عرضاً لواقع المنطقة وما تعانيه من صراعات في ظل هيمنة بنى سياسية واقتصادية راكدة، أدت لانتشار الفقر، وتعمق الفوارق الطبقية الحادة، وتعميم الجهل والطائفية والتخلف، وانسداد الأفق أمام الشبّان، وازدياد ميل بعضهم إلى التطرف، وتوق أغلبهم إلى الهجرة، يضاف إلى ذلك خطر المشاريع الإقليمية الخارجية المناوئة لتطور وتقدم بلادنا، ما يجعل السعي إلى الاتفاق على الحل وتطبيقه مهمة وطنية وإنسانية.
منوهاً أنه من المفارقات اللافتة للانتباه أن من ينادي بالإصلاح والتغيير، وبناء دولة المواطنة العلمانية المتحضرة، يبدو كأنّه يواجه ذلك الوضع بمفرده تقريباً، ويحس أن حياته مهددة بالخطر، نظراً لعدم نضج التربة الاجتماعية الملائمة لذلك، فيما لا تزال حرية التعبير تواجه قيوداً سياسية واجتماعية ودينية متنوعة.
بينما أثبتت أعمال العنف طوال العقد الماضي أنّ جذور الجهل والهمجية والغباء والنزعة العدوانية ماتزال كامنة في رؤوس كثيرين من أبناء مجتمعنا، بوقت أثبتت التجارب التاريخية أن صيغة دولة المواطنة العلمانية المتحضرة من أهم الصيغ المجربة التي تساعد المجتمعات البشرية، ولا سيما، المجتمعات متعددة القوميات، والديانات والمذاهب، لمعالجة أزماتها وبناء غدٍ أفضل، مع الالتزام بمعايير المواطنة، وتعزيز مقدرة الفرد على ممارسة الحياة السياسية والمدنية، والتزام الدولة بتحقيق العدالة الاقتصادية والاجتماعية والتضامن الاجتماعي، ومعالجة مسألة البطالة ومكافحة الفساد، الأمر الذي يحتاج لوضع خطة شاملة مع العمل على تطبيقها، والسعي نحو التنمية الاقتصادية المستدامة وترسيخ الفعل الثقافي الممنهج والهادف إلى رفع الوعي الفردي والاجتماعي والسياسي لدى أبناء المجتمع.
بدوره الأديب منذر يحيى عيسى رئيس هيئة الفرع كان قد استهل المحاضرة بتعريف الثقافة ودورها في الحياة الاجتماعية، والتي هي مجموعة من المعارف المكتسبة بمرور الوقت، وبهذا المعنى فالتعددية الثقافية تقدر التعايش السلمي والاحترام المتبادل، وعناصرها “اللغة، العادات والتقاليد والقانون والرأي العام والنظم الاجتماعية” التي ابتكرها الإنسان لتنظيم حياته.
ربى مقصود