الوحدة:27-10-2024
قُلْ: نفِدَ صبري، ولا تقل نفَذَ صبري فنفِدَ تعني انتهى، ولم يبقَ منه شيء، يقول الله تعالى: “قلْ لو كان البحرُ مداداً لكلماتِ ربي لنفِدَ البحرُ قبل أن تنفدَ كلماتُ ربي”، أما نفَذَ بالذال، فاخترق ومرَّ، وفي لسان العرب نفَذتُ أي جُزْتُ، ورجلٌ نافذٌ في أمره، أي مطاع ونفذَ السهم الرمية، خالط جوفها، ثم خرج طرفه من الشق الآخر.
– شدة الجوع في العربية تسمى مسغبة، وشدة القتل تسمى الحَس، وشدة الجزع هي الهلع، وشدة الحزن هي البث، وشدة التعب تسمى النصَب، أما شدة الندامة فتسمى الحسرة.
– ويقال في العامية فضونا من هذه السيرة، أي اصرفونا إلى غيرها واسكتوا عنها، الفض لها أصل في اللغة، يقال: انفضَّ القوم إذا تفرقوا وانفضت أوصاله إذا تفرقت، وفي اللسان الفض تفريقك حلقة من الناس بعد اجتماعهم، وكل منكسر متفرق فهو منفض، وعن ابن الأعرابي قال: فضضتُ ما بينهما، أي قطعتُه، وقيل إن الفضة سميت فضةً لتفرق الجزيئات في المعدن.
– قال الأصمعي: حضرتُ البادية، فإذا أعرابي زرع قمحاً له، فلما قام على سوقه وجاد سنبله، أتت عليه طائفة من جراد فجعل الرجل ينظر إليها ولا يدري كيف الحيلة فيها، فأنشأ يقول:
مرّ الجرادُ على زرعي فقلت له…
الزم طريقك لا تولع بإفسادي…
فقال منه خطيبٌ فوق سنبلةٍ..
إنا على سفرٍ لا بد من زادِ…
د. رفيف هلال