بانتظار قبض الرواتب في بهو المصرف.. وحكايات تروي الواقع

الوحدة:24-10-2024

في بهو المصرف العقاري أعداد كبيرة من المواطنين ينتظرون دورهم لقبض رواتبهم نظراً لتعطل أغلب صرافات المحافظة، ما زاد الازدحام ازدحاماً، متقاعدون وموظفون على رأس عملهم، ومراجعون لدفع ما يترتب عليهم من قروض ندر موظف أو حتى مواطن عادي لم يسحبه.
أخذت مقعداً فارغ للحظة لأجلس وأصغي لأحاديث جانبية يتداولها المنتظرون، لتجتمع على الشكوى وسوء الحال.
بادرتني سيدة بقربي، وهي مدرّسة، بالسؤال عن مكان عملي، لتتوالى استفساراتها عن معرفتي ببطاقة الضمان الصحي وإمكانية إجراء صورة كثافة عظمية بها في مشفى حكومي، ناقلة ضيق وضعها لشراء أدويتها التي تأخذ أكثر من نصف راتبها، لتتدخل مدرّسة متقاعدة بالقول: راتبي ٣٠٠ ألف ليرة، وأنا بالحد الأدنى أحتاج ٣ ملايين ليرة لأكمل شهري، ناهيك عن تكاليف علاجي وأدويتي، والمضحك أن بطاقة الضمان هي أول ما سُحب مني لحظة تقاعدي.
تناوب على المقعد بجانبي سيدة سبعينية جلست لتعد ما قبضت وهو فقط ٥٠ ألف ليرة راتب زوجها المتوفى لتقول: الحمدلله هو سعر علبة دواء وعبوة زيت قلي وكفى.
رجل ستيني آخر جلس يزفر بانتظار دوره ليقول: سأقبض باليمين لأسدد القرض باليسار والباقي على الله.
ومن كوة القروض علا صوت سيدة احتدت من مشكلة بأوراق قرض ظنت أنها اكتملت لتصرخ: لم أعد أريد القرض فقط أعيدوا لي ما استدنته من مال لأسحبه.
وجوه تحكي عيونها حكايات أبلغ من الكلمات، والجميع بانتظار عدّادات النقود التي ينتهي صوت تتالي أوراقها بسرعة، وأمانٍ أن يزيد صوتها وتكثر أعدادها بما يكفي ليكمل الجميع شهرهم بما يحمل من تكاليف معيشة وطبابة وسلام.

ميساء رزق

تصفح المزيد..
آخر الأخبار