الكراج الشرقي.. حالات صعبة بعد الرابعة ظهراً  

الوحدة : 24-10-2024

مفارقات ما بعد الظهر داخل حرم الكراج الشرقي، هذا المكان يجسّد حالة غريبة بعيداً عن الازدخام وقِصص السرافيس وآلية الحصول على ترياقها من الوقود، جلّ هذه المفارقات تتجلّى عند قافلة طويلة من الباصات الخضراء تنتظر داخل حرم الكراج، وهي الجار الآخر لسرافيس تلك المناطق والقرى الشرقية، غير أن كلتا الوسيلتين، الباص والسرفيس لاذقيو المنطق والهوى، فلو دخلنا قليلاً في صميم هذه الآليات نجد أن هناك فوارق كبيرة بين كليهما، فالمحرك الخاص بالسرفيس من الصّعب مقارنته بمحرك الباص، كما أن آلية عمل الباص الصغير أكثر احتراماً للوقود من الأخر الأخضر أوتوماتيكي العمل، وسعة الآليتين من الركّاب شرحها واضح، لكن بالنهاية هناك سر وقع ما بين الآليتين فيما يخص تأمين الوقود؟! .. وبالعودة لحالة اضطراب النقل وخاصّة باتجاه مدينة جبلة، فهناك شبه حيرة بالمقارنة مع الخطوط الأخرى، حيث تتواجد سرافيس لكل من القرداحة والحفة ومناطق أخرى بشكل متقطع، أي أن تلك المناطق غير محرومة وسائل النقل، وركّابها آمنين بالنسبة للنوم في منازلهم، لكن لا بُد من الجري قليلاً للتخلّص من الانتظار، أمّا خط جبلة وباعتبار أنه أقوى الخطوط على الإطلاق فبالكاد يدخل إلى حرم الكراج أحد السرافيس، حيث لا بُد من تواجد بعض المناوبين خلال فترة الظهيرة، على غِرار مناطق الحفة والقرداحة، وعملية إفراغ الخط من خدمات النقل أمر غير مقبول من الضروري تأمينه بالحدود الدنيا حالياً، أو التنسيق مع شركة النقل الداخلي للعمل على تسيير باصات بشكل إسعافي، ولو كانت الأجرة مضاعفة.

مشاهدات من قلب الكراج .. رتل طويل من الباصات الكبيرة الخضراء، محرّكاتها بحالة تشغيل، تنتظر دورها البطيء بالتحرّك، وقد لوحظ توقفها لأكثر من عشر دقائق، وعمليات حرق الوقود لها حساباتها الخاصّة عند البحث عن الجدوى، فهي تنتظر ضمن الكراج خلال الفترة المقتولة لركّاب قليلين عائدين إلى المدينة، فكم تستغرق عملية انتظار الركُاب وكم من الوقت ستبقى الباصات الكبيرة واقفة ومحرّكاتها ضمن عملية الحرق المنتظم، وعلى الطرف الآخر المحروم، عمليات الجري والسباق تبدأ مع رؤية سرفيس دخل حرم الكراج، وكأن وقود الأخضر من المريخ ووقود السرفيس من عُطارد..

كم هو مؤلم رؤية أم تجري حاملة رضيع تحت إبطها والآخر ضاعت أُمومتها خلال سحبه وتعنيفه باتجاه السرفيس، أو رؤية رجل مسنّ وزوجته يحاولان ممارسة الجري الذي قُتل بسبب العمر والصراع من أجل البقاء، أو رؤية فتاة جامعية، عدّل الانتظار الكثير من سلوكها الأُنوثي، فتسابقت مع أقرانها الذُكور لكسب جزء من مقعد، أو جلوس معاكس خلف السائق فتتشابك الأرجل، وتتلاقى نظرات الخيبة على وضع مُخجل أصبح لا يُحتمل.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار