الوحدة : 23-10-2024
بعيداً عن قطع أرزاق الناس و تحديداً من الفتية الباحثين عبر وسائل بدائية مُباحة عن تأمين لقمة العيش الكريم، الحذرين من الدخول ضمن دائرة الطُرق السوداء وتشعّباتها.. فإن رؤية أكياس الخبز اليابس بألوان وأحجام مختلفة على صهوة العربات، يبعث على الحيرة. وتأخذنا الذاكرة إلى الوراء كثيراً عندما سقط الجميع تحت وطأة توطين الخبز عبر البطاقة العائلية، حيث استمرت المعاناة وقتاً طويلاً في البحث عن الصيغ المُثلى للتماشي مع هذا التطبيق، وكل ذلك من أجل التخفيف قدر المستطاع من الهدر، وبات هناك برنامج عملي للحصول على الكمية (الحقيقية) لكل عائلة وقُسّمت الأرزاق والأرغفة على الأفراد وأشخاص البطاقة، الكبير مثل الصغير، فتمتّعت بعض العائلات بحصّتها، وبعضها الآخر أفرادها عمّال يدويون عضليون، وقعوا تحت وطأة شراء الخبز الحرّ، لسدّ الثغرة التي تُحدثها الأعمال المُجهدة، لأن أبدان هؤلاء تتطلّب المزيد من الغذاء وبالتالي أعداداً مضاعفة من الأرغفة.
لكن مشاهدة الخبز يأخذ طريقه للدواب والطيور قلّل كثيراً من هيبة البطاقة الذكية، وجعلها مخصّصة فقط لتنظيم الدور على الأفران والمعتمدين وكذلك البرّاكات، لكن لأصحاب هذه المهنة (الطنابر) حظّهم وأحقيتهم بهذا الفائض من الخبز في ظلّ بحث المربّين عن وسائل أخرى لدعم ماشيتهم وطيورهم بالأعلاف، حيث تصل إليهم بأسعار متدرّجة يتداولها المختصّون بهذا الأمر، علماً أن الأفران نفسها تبيع ما لديها من الخبز التالف لهؤلاء، وفق أسس معينة.
للعلم حتى رسائل مخصّصات الخبز هي الأخرى ضمن دائرة الاضطرابات التي تعيشها برامج وتطبيقات خدمية حديثة لم نكن مستعدين لها.. على الأقل في الوقت الحاضر، وجميعها في عهدة (الاتصالات).
سليمان حسين