العدد: 9283
3-2-2019
الشعر العربي قديماً وحديثاً غنيٌّ بأعلامه ورفعة أقلامه (الشعر ديوان العرب)، إلّا أنّه من الملاحظ غياب أو تغيب الشعر العربي النسائي وعلى وجه الخصوص قديمه، فما نكاد نرى ديواناً لشاعرة أو مجموعة لإحداهنَّ، إلّا ما قلَّ وندر، أهمل ذلك الأولون ومضى على أثر ذلك المتأخرون، سواء في المصنفات أو المختارات الشعرية، إذ لا نجد فيها شعراً نسائياً البتة أو إلّا ما ندر، ولا نعلم إن كان ذلك تعمداً أم كان إهمالاً ونسياناً أم لسبب وآخر.
لا شك في أنَّ شعر المرأة أرق عاطفة وأندى شعوراً من شعر الرجل، وإذا كان الرجل يملك من حرية القول والعمل ما لا تملكه المرأة، وذلك في الجرأة على إظهار أفكاره الغرامية، وعلى الجهر بالغزل والتشبيب ووصف المواقف والحالات من العشق والغرام والهجر والوصال، فإن المرأة قادرة على بيان ما يخطر في أفكارها من معانٍ وما يجول في خلدها من آراء وأقوال، وما تعيشه من حالات ووقع نفسي، فهي كفوءة للعمل والظهور والنجاح في كل المجالات التي ظهر فيها الرجل، وفي الشعر لها ميادين، لكن الظروف والوسائل أظهرت الرجل وقدَّمته، وفقدانها وإبعادها عن المرأة حجبها وأقصاها.
إلّا أنَّه في عصرنا هذا – بعيداً عن المقارنة مع ما مضى – نجد من اهتم ويهتم بالمرأة كثيراً، فيحفظ لها ويكتب عنها ولها، ما تلقيه وتطرحه من أدب وشعر وفكر، ويساعدها في ذلك أيضاً انتشار وتنوع وسائل الإعلام وتشجيع الوسط المحيط في إظهار شمائلها وفضائلها ونشر أدبها وأفكارها.
فلأولئك الأدباء والمهتمين قديماً وحديثاً وللمعاصرين ممن وقف إلى جانب المرأة الفضل الكبير في كشف ودفع هذه الجهة والناحية المهمة من نواحي الأدب العربي لتقديم المنفعة والفائدة الأدبية والعلمية لصالح الفرد والمجتمع.
بسام نوفل هيفا