الوحدة :14-10-2024
أسعار الفروج يومياً تتعرّض للكثير من التجاذبات، فخلال الصيف والأعياد، هذه المادّة بعيدة المنال وأسعارها لا تناسب الكثيرين بسبب كثافة الطلب، (مطاعم ومنتزهات وغيرها)، وأحياناً أخرى تتدحرج نزولاً لمصافي الخضراوات وسطية السعر كالفاصولياء الخضراء والبامية، حيث يسجّل اليوم مستوى سعرياً متواضعاً، ومن جهة أجزاء الفروج المطلوبة أسروياً، يبرز للعيان سعر الفخذ منه ب ٢٢ ألف ليرة.
ومن داخل أحد أسواق الفروج، هناك تداعيات عديدة تتلاعب بأسعاره، حيث أكد الباعة أنه يتعرّض لمزاجية العرض والطلب، وقبل أن يأخذ الفروج المذبوح طريقه للتلف بسبب (ضعف الطلب) تتم عملية التخفيض القسري، بالإضافة لتفشّي الأمراض أحياناً وتضاعف أعداد النفوق، وهذه جميعها تسبب تراخياً بالأسعار. والأهم من كل ذلك نقص العلف الذي يلعب الدور الأكبر من جهة المربين، حيث يتم عرضه بأسعار منافسة للتخلّص من الخسارة، وفوق ذلك ضغط وتحكّم التجّار.
فنصل بالنهاية إلى أن لتجّار الفروج الكلمة الفصل والحكم بهذا الشأن، فهم غير عابئين بشقاء المُربي ولا بمصير المواطن وحالته المادية، وهذا الطائر يُذبح مرة واحدة، لكن أصحاب الأسر تُذبح كثيراً على شرف الفروج مرّة وعلى باقي المواد مرّات عديدة.
أمّا على سُفر العائلات، حتى لو أصبح سعر الفروج إلى جانب (البطاطا) فهذه الصُحبة لن تدوم كثيراً، لأن وليمته بحاجة للكثير من الزيت والثوم والمطبّات الأخرى المُرافقة، لكن المعيار الحقيقي والمؤلم يتجلّى خلال الأشهر المقبلة عند اقتراب الأعياد والمناسبات، حينها سيكون الفروج زعيماً، وأجزاؤه ستكون حلماً عقيماً.
مفارقات.. منذ أسبوع كان سعر فخذ هذا الطائر الأبيض في الدريكيش ٤٠ ألف ل.س، وفي مدينة اللاذقية ٢٥ ألف ل.س، والمفارقة أن غالبية هذه الطيور حموية وطرطوسية الهوى والمربى، أي أن المشوار إلى هناك طويل، بالإضافة إلى أنّنا في خِضم أزمة خانقة بالمحروقات، (وإذا لم يكن هناك إنّ) فهذه تُحسب لأصحاب تلك الشاحنات، الذين تلافوا هذا المبرّر الكبير لجهة تأمين الوقود، لكنهم أذكياء ولا يقبلون الخسارة؟!.
في أسواق اللاذقية، أغلب عمليات الذبح تتم في قرية كرسانا المجاورة ضمن محال متخصّصة.
سليمان حسين