الوحدة:13-10-2024
أيهما قبل: الدجاجة أم البيضة؟ نظرية بيزنطية لن نخرج منها بنتيجة، الموظف أم المواطن أيهما يفسد الآخر؟ الموظف لا يكفيه راتبه فيبرر لنفس الاستفادة، والمواطن يعجز عن تأمين احتياجاته اليومية، فإن شاء سماها رشوى وعندما تطيب لمصلحته يسميها إكرامية، مع التحفظ على المعنى المعجمي لهذه الكلمة فلدفعها شروطاً تشبه الرشوة. والفرق أنها تتم بعد أداء الخدمة، بينما الرشوة تدفع قبلها، أي أنّ الخدمة نافذة بالحالة الأولى وموقوفة على الدفع في الحالة الثانية.
طابور الانتظار يمتد طويلاً، والعاملة على كوة سحب الرواتب عبر بطاقة الصرّاف تشكو الشبكة، وتتمتم قائلة ممن سألقاها من الشبكة أم الشكاوى أم الزحام؟ وهي في ذروة انشغالها، نسيت أن تأخذ حبّة الضغط، يبادلها من كان قريباً على الكوة بعبارات المجاملة! ويمد لها الأكثرون يد الإكرامية.
الخطوة جيدة أن تلجأ المصارف إلى افتتاح كوة لهذه الغاية، في وقت تكون فيه معظم الصرّافات خارج الخدمة، بسبب الكهرباء أو أعطال فنية وغيرها، الخدمة مجانية لا يترتّب عليها أي عمولة عدا العمولة الأساسية التي تقتطعها البنوك عادة أيّما كان سحب الراتب، غير أن الآلة المعدنية غير قابلة للإفساد الذي يمارسه المواطن قبل الموظف، ألفا ليرة هو المبلغ المتعارف، ربما يدفع آخرون بسخاء خمسة آلاف ليرة وقد يفتش غيرهم على الألف إذا ما تجاهلها الموظف.
كانت إحداهن تترقب المشهد عن كثب بانتظار دورها، الإكرامية الممجوجة بالدعاء مع بعض الشكر انهالت ممن سبقوها لتلك الموظفة، وتلك لم تفعل شيئاً سواء أنها تقوم بتنفيذ ما أوكل إليها من مهمة سحب رواتب المرجعين بداية كل شهر، وتتقاضى على عملها هذا راتبها، واحتارت صديقتي هل تحذو حذو من سبقوها إلى الكوة وتدفع الإكرامية أم تطنّش، فسيان أدفعت أم لم تدفع ستقوم تلك الموظفة بسحب راتبها.، لو كنتم مكانها ما كنتم فاعلين؟!.
أعلم ستجيبون الحاجة والتملص من الدور وراء تصرف الجميع، نعم صحيح، وأضيف لو أن بقية الصرّافات كانت جاهزة لما تشكّل الزحام ولما احتاج أحد لدفع الإكرامية.
خديجة معلا