الوحدة : 9-10-2024
يخبر الطبيب ذوي المريض أن المشفى الحكومي غير مجهز بشكل كافٍ لإجراء القثطرة، وينصحه بمشفى خاص يسميه له سيقوم هو عينه بإجرائها له فيه.
تتشاور العائلة وتحسبها مالياً، وترتئي نقله للمشفى الخاص عملاً بالنصيحة الملغومة.
كانت المشافي الخاصة تفوز برهان الإقامة الفندقية لا غير.
اليوم وبعد تحديث أبنية مشافي اللاذقية العامة نقول إن الشرط الترجيحي انعدم، ليتم اللعب على أوتار أخرى من تجهيزات طبية، وتسعيرة وبطاقة تأمين، والغاية واضحة، تهريب المرضى من المشافي العامة إلى الخاصة، لأسباب معروفة، السمسرة، وتشغيل المشفى والطبيب وفريقه المساعد.
يذهب المريض على قدميه إلى المشفى الخاص بعد أن يكون قد شرب المقلب.
يحدث هذا بعد أن تحوّلت معظم المشافي العامة إلى هيئات، ومشافٍ شبه خاصة تتقاضى أجوراً علنية ومخفية، والمخفية بطبيعة الحال يخبرك عنها كل من شاءت ظروفه طرق بابها لإجراء تحاليل أو صور أو إجراء عملية جراحية، وهنا وصلت الأمور حد الازدراء إذ عليه أن يشتري حتى خيوط خياطة الجرح.
درجت المقولة التالية إن المشافي الحكومية للفقير جداً أو الغني جداً وبالأحرى للمتنفذ، ربما لم تعد للفقير ومازالت للغني، القسم الخاص في المشفى الحكومي مشرّع أبوابه، تتم المعاينة المجانية أربع وعشرين ساعة ثم يخرّج المريض على الورق ويعاد إدخاله من جديد ليبدأ العدّ 250 ألف ليرة سورية في اليوم، وإن احتج ذوو المريض وطالبوا بالعودة للقسم العام المجاني يأتيهم الرد إنّ ذلك القسم مخصص لذوي الشهداء فقط.
خديجة معلا