الطيون ينتحل صفة الورود التجميلية على طريق عام طرطوس – دريكيش

الوحدة :7-10-2024

يبدو أن الأجزاء التجميلية الخاصّة بطريق الدريكيش – طرطوس المُحدث من أرصفة ومنصّفات وغيره قد خرجت عن السيطرة بعد الانتشار الكبير لنبتة الطيون التي تنمو بين حجارة الأرصفة الخاصّة به، حيث تنتشر هذه الظاهرة بدءاً من قرية البيسار غرباً، وتزداد بشكل متقطّع بعد التجمّعات السكانية، فقد بدأت جذورها تتلاعب بكيان الرصيف الجميل بشكل واضح، علماً أن هذه الخدمات الطرقية من تجميل للجوانب وشبكات تصريف الأمطار صُرف من أجلها الكثير، لتكون البداية جميلة وموفقة بالنسبة لزوّار الدريكيش وما حولها من قرى ومزارع.

وهذا المشروع الحيوي الضخم غيّر بشكل أو بآخر من شكل المنطقة إلى ما هو أفضل، فظهرت الخدمات الطرقية العديدة لمسار الذهاب والإياب، والتي تضم عدداً من الجسور والتقاطعات الطرقية والمفارق والمنحدرات الآمنة، فقدّمت جمالية أخرى مضافة، وكذلك اختصار الزمن، وكشفت تضاريس أخرى كانت تختبئ بهدوء على جوانب هذا الطريق.

في حين أن الكثير من القرى والمناطق تستجدي هكذا مشاريع وتفعل الكثير لتنال تلك العناية التي مُنحت لهذا المشروع العملاق الحيوي، لكن وبغض النظر عن تبعيته، فهناك تقصير حول هذا المشروع، حيث من الضروري مرور ورشات الصيانة من هناك بشكل مستمر لأن هذه النبتة عنيدة جدّاً وسريعة النمو وبحاجة لملاحقة دائمة، فقد أظهرت نفسها في بعض المناطق على أنّها فاصل حقيقي بين المسارين بعيداً عن الرصيف المنصّف، بالإضافة لتراكم التراب والحجارة ضمن مجاري المياه الجانبية بفعل الأمطار، فيختفي في بعض الأماكن نتيجة الانجرافات الترابية ضمنه، وحتّى عملية تعزيله لا تُعتبر حلاً نهائياً بسبب التصاق المجاري بمكان الانهدامات المرتفعة، وهذا بحاجة لإنشاء موانع جانبية كان لا بُد من تداركها أثناء المشروع.

وبالعودة إلى ظاهرة الطيّون، فتُعتبر نبتة طبية بامتياز، يُقال أنها تنتمي إلى الفصيلة النجمية التي تضم البابونج والأقحوان واليانسون والرجيد وعباد الشمس، حيث استخدمها الرومان القدماء كدواء وغذاء، بالإضافة لاستخدمها في علاج الطفح الجلدي المُزمن والحكة، وتُستخدم لمعالجة النزيف السطحي للبشرة.

فهل نرى شركة طبية تعمل على تجميع هذه النبتة، كما حصل على أعشاب أخرى، كالزعتر البرّي (الخليلي) وكذلك الزوفا والغار.

 

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار